للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل الثالث: جهود الشيخ الأمين في توضيح توحيد الأسماء والصفات]

[المبحث الأول: جهود الشيخ في إبراز عقيدة السلف في الصفات]

[المطلب الأول: تعريف توحيد الأسماء والصفات]

...

[الفصل الثالث: جهود الشيخ الأمين في توضيح توحيد الأسماء والصفات]

تمهيد:

إن توحيد الأسماء والصفات من أصول دين الإسلام الذي بعث الله به رسله، وأنزل به كتبه.

وتوحيد الأسماء والصفات أحد أقسام التوحيد الثلاثة الذي لا يتم الإيمان إلا به، والله سبحانه وتعالى خلق الخلق ليعرفوه، ويعبدوه.

والطريق إلى معرفة الله يكون بمعرفة أسمائه وصفاته، والتعبد بها، وقد عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته به. والله تبارك وتعالى وصف لنا نفسه سبحانه، ووصفه رسوله صلى الله عليه وسلم. وليس لنا طريق لمعرفته إلا الكتاب والسنة؛ لأن الله لا يرى في هذه الدنيا؛ كما قال تعالى: {قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي} ١، وكما قال صلى الله عليه وسلم: "إنه لن يرى أحد منكم ربه حتى يموت" ٢.

فهذا النوع من التوحيد من أشرف العلوم، وبمعرفته يتم إيمان العبد. وهو يستلزم أن لا يعبد إلا الله، ولا يتوجه إلا إليه سبحانه؛ فهو إذاً مستلزم لتوحيد الألوهية؛ فإذا أخبرنا الله بأنه الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، وبأنه الخالق والرازق، والمعطي والمانع فهذا يستلزم أن لا نصرف شيئاً من العبادة إلا إليه، وأن لا نشرك به أحدً جلّ وعلا.


١ سورة الأعراف، الآية [١٤٣] .
٢ أخرجه مسلم (٤/٢٤٥) ، والترمذي (٤/٥٠٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>