كانت أعماله - رحمه الله - كعمل أمثاله من العلماء التدريس والفتيا. ولكنه كان قد اشتهر بالقضاء وبالفراسة فيه. ورغم وجود الحاكم الفرنسي إلا أنّ المواطنين كانوا عظيمي الثقة به فكانوا يأتونه للقضاء بينهم، ويفدون إليه من أماكن بعيدة، أو حيث يكون نازلاً.
وكان الحاكم الفرنسي في البلاد يقضي بالقصاص في القتل بعد محاكمة ومرافعة واسعة النطاق، وبعد تمحيص القضية وإنهاء المرافعة وصدور الحكم يعرض على عالمين جليلين من علماء البلد ليصادقا عليه. ويطلق على العالمين لجنة الدماء، ولاينفذ حكم الإعدام قصاصاً إلا بعد مصادقتهما عليه.
وقد كان الشيخ الأمين - رحمه الله - أحد أعضاء هذه اللجنة، ولم يخرج من بلاده حتى علا قدره، وعظم تقديره، وصار علماً من أعلامها، وموضع ثقة أهلها وحكامها ومحكوميها١.
ثانياً: أعماله بعد قدومه المملكة:
يحدثني تلميذه الشيخ/ محمد الأمين بن الحسين عن أعمال الشيخ في المملكة بعد استقراره بها، فيقول: "كان مدرساً في المسجد النبوي، وقد فسر القرآن فيه مرتين. ودرس في مدرسة العلوم الشرعية، ثم انتقل إلى
١ انظر ترجمة الشيخ بقلم تلميذه الشيخ عطية محمد سالم في مقدمة أضواء البيان ١/٣٤-٣٥ بتصرف-.