للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في صحيح مسلم وغيره أيضاً عن جابر رضي الله عنه قال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر، وأن يقعد عليه، وأن يبنى عليه" ١. فهذا النهي ثابت عنه صلى الله عليه وسلم , وقد قال: "إذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه " ٢ وقال جل وعلا: {وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} ٣"٤.

وهذه النصوص الشرعية التي ذكرها الشيخ -رحمه الله- أدلة قاطعة على تحريم هذا العمل، حتى تبقى دعوة التوحيد خالصة لله لا يشوبها إشراك؛ لذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "فهذا التحذير منه، واللعن عن مشابهة أهل الكتاب في بناء المساجد على قبر الرجل الصالح صريح في النهي عن المشابهة في هذا. ودليل على الحذر من جنس أعمالهم حيث لا يؤمن في سائر أعمالهم أن تكون من هذا الجنس. ثم من المعلوم ما قد ابتلى به كثير من هذه الأمة من بناء المساجد على القبور، واتخاذ القبور مساجد بلا بناء. وكلا الأمرين محرم ملعون فاعله بالمستفيض من السنة" ٥.

ولذلك نرى الشيخ الأمين -رحمه الله- يؤكد أن عقيدة هذه الأمة المحمدية هي تحريم البناء على القبور، وقد أيد كلامه بالنصوص الصريحة في النهي عن البناء على القبور، وفي الأمر بهدم ما بني منها وتسويته بالأرض سداً لذريعة الشرك. وحماية لجناب التوحيد.


١ أخرجه مسلم في صحيحه ٢/٦٦٧.
٢ أخرجه البخاري في صحيحه ٨/١٤٢.
٣ سورة الحشر، الآية [٧] .
٤ أضواء البيان ٣/١٧٧- ١٧٨.
٥ اقتضاء الصراط المستقيم ١/٢٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>