للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعتدّ به من أهل العلم، وبالنص الصحيح الصريح في منع الحلف بغير الله. فقول بعض أهل العلم١ بانعقاد اليمين به صلى الله عليه وسلم لتوقف إسلام المرء على الإيمان به ظاهر البطلان، والله تعالى أعلم" ٢.

وهذا الذي قرره الشيخ الأمين -رحمه الله- هو ما رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- حين ذكر تنازع الناس في الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم , ثم قال بعد ذلك: "إن الصواب الذي عليه عامة علماء المسلمين سلفهم وخلفهم أن لا يحلف بمخلوق؛ لا نبي ولا غير نبي، ولا ملك من الملائكة، ولا ملك من الملوك، ولا شيخ من الشيوخ، والنهي عن ذلك نهي تحريم عند أكثرهم كمذهب أبي حنيفة وغيره، وهو أحد القولين في مذهب أحمد" ٣.

وإذا كان الشيخ الأمين رحمه الله يبيّن أن ليس للمخلوق أن يحلف بغير الله، فإنه يؤكد في موضع آخر أن للخالق أن يقسم بما شاء من خلقه، فيقول رحمه الله: " والله جلّ وعلا له أن يقسم بما شاء من خلقه، ولم يقسم في القرآن بحياة أحد إلا نبينا صلى الله عليه وسلم. وفي ذلك من التشريف له صلى الله عليه وسلم ما لا يخفى

وما بينه الشيخ -رحمه الله- من أن للخالق أن يقسم بما شاء من خلقه أشار إليه الشيخ سليمان بن عبد الله٥ -رحمه الله- بقوله: "فإن قيل إن الله أقسم بالمخلوقات في القرآن. قيل: ذلك يختص بالله تبارك وتعالى؛ فهو يقسم بما شاء من خلقه لما في ذلك من الدلالة على قدرة الرب ووحدانيته،


١ منهم الإمام أحمد -رحمه الله- في الرواية الأخرى، انظر مجموع الفتاوى ١/٣٣٥.
٢ أضواء البيان ٢/١٢٣.
٣ فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ٢٧/٣٤٩. وانظر: تيسير العزيز الحميد ص٥٩٠.
٤ أضواء البيان ٣/٣٤.
٥ تقدمت ترجمته.

<<  <  ج: ص:  >  >>