للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسحر، أو بألفاظ عجمية، أو بما لا يفهم معناه، أو بنوع آخر مما لا يجوز: فإنه ممنوع. وهذا واضح، وهو الصواب إن شاء الله تعالى كما ترى" ١.

فالشيخ -رحمه الله- لم يمنع النشرة إن كانت بسبب مباح شرعاً. أما النشرة التي تكون عن طريق الشيطان والسحرة: فهذه التي منعها؛ لأن السحر من السبع الموبقات، فكيف يحل الذهاب إلى الساحر والطلب منه أن يفك السحر، والله سبحانه وتعالى لم يجعل شفاء أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيما حرم عليها.

وأختم هذه المسألة بكلام للشيخ العلامة عبد الرحمن بن حسن٢ -رحمه الله- في النشرة، يقول فيه: "إن ما كان منه بالسحر فيحرم. وما كان بالقرآن والدعوات والأدوية المباحة فجائز. والله أعلم" ٣.

وهذا الكلام يتوافق مع ما قاله الشيخ الأمين -رحمه الله- في هذه المسألة.

قدر تأثير الساحر في المسحور:

أشار الشيخ الأمين -رحمه الله- إلى أن هناك خلافاً بين العلماء في بيان القدر الذي يمكن أن يبلغه تأثير السحر في المسحور.

وقد فصّل الشيخ -رحمه الله- في هذه المسألة، وجعل لها واسطة وطرفين.

فالطرف الأول: لا خلاف في أن تأثير السحر يبلغه؛ كالتفريق بين الرجل وامرأته، وكالمرض الذي يصيب المسحور من السحر، ونحو ذلك.


١ أضواء البيان ٤/٤٦٠.
٢ هو العلامة عبد الرحمن بن حسن ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب. ولد في الدرعية سنة (١١٩٣?) ، وتوفي في الرياض سنة (١٢٨٥?) . (انظر: علماء نجد ١/٥٦) .
٣ فتح المجيد ص٢٤٣. ويعزى هذا القول إلى الحافظ ابن القيم كما في كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب. انظر فتح المجيد ص٢٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>