للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من اصطلاح أهل المنطق وأهل البحث والمناظرة، لينفع الله بذلك من أراد هدايته من خلقه"١.

لذلك نراه -رحمه الله- يكره التعمق في آيات الصفات مشيراً إلى أن ذلك هو طريق السلف، فيقول -رحمه الله-: "اعلموا أن كثرة الخوض والتعمق في البحث في آيات الصفات، وكثرة الأسئلة في ذلك الموضوع من البدع التي يكرهها السلف"٢.

لأن عقيدة السلف واضحة تقوم على نصوص الكتاب والسنة، بعيدة عن شبه المعطلين والمشبهين، وتربط المسلم بسلفه الصالح، وتحجزه عن أن يتكلم في ذات الله وصفاته بغير علم.

لذلك نرى الشيخ -رحمه الله- مستاءً من ابتعاد كثير من الناس عن طريق السلف الصالح، وانتهاجهم طريقة أهل المنطق التي توقع صاحبها في تعطيل الله عن صفاته.

يقول -رحمه الله-"أما هذا الكلام الذي يدرس في أقطار الدنيا اليوم في المسلمين؛ فإن أغلب الذين يدرسونه إنما يثبتون من الصفات التي يسمونها صفات المعاني سبع صفات فقط، وينكرون سواها من المعاني"٣.

لذا فقد اعتنى الشيخ -رحمه الله- بإظهار العقيدة الصحيحة، والذبّ عنها؛ فقد أبرز -رحمه الله- الأسس التي يقوم عليها منهج الأسماء والصفات عند السلف، وأنّ الضابط هو الكتاب والسنة؛ فكلّ ما ثبت فيهما من الصفات يوصف به الله على ما يليق بجلاله سبحانه وتعالى. وكذلك فقد أبان -رحمه الله- عن كثير من الصفات بالتفصيل وفق العقيدة الصحيحة، مبينا أدلتها، وسهولة مأخذها وأنها بعيدة عن شوائب التشبيه والتعطيل.


١ آداب البحث والمناظرة ٢/١٢٧.
٢ منهج ودراسات لآيات الصفات ص٩.
٣ المصدر نفسه ص١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>