للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المبحث الأول: جهود الشيخ في إبراز عقيدة السلف في الصفات

[المطلب الأول: تعريف توحيد الأسماء والصفات]

يقوم هذا التعريف على أساسين، ذكرهما الله في قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} ١، وهما: إثبات صفات الكمال كما جاءت بالسمع، ونفي صفات العيوب والنقص. وقد اعتمد الشيخ -رحمه الله- على هذه الآية عند تعريفه لهذا النوع من أنواع التوحيد؛ فقد أثبت الأسماء والصفات لله كما جاءت في الكتاب والسنة، مع نفي صفات النقص والعيوب. قال -رحمه الله- عند تعريفه لأنواع التوحيد: (النوع الثالث) : هو توحيده جلّ وعلا في أسمائه وصفاته. وهذا النوع من التوحيد ينبني على أصلين، كما بينه جلّ وعلا: (الأول) : هو تنزيهه تعالى عن مشابهة صفات الحوادث.

(الثاني) : هو الإيمان بكل ما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله، حقيقة لا مجازا على الوجه اللائق بكماله وجلاله.

ومعلوم أنه لا يصف الله أعلم بالله من الله، ولا يصف الله بعد الله أعلم بالله من رسول الله.

والله يقول: {أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ} ٢، ويقول عن رسوله: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى} ٣، فقد بيّن تعالى نفي المماثلة عنه بقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} ، وبين إثبات الصفات له على الحقيقة بقوله: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} ، فأول الآية يقضي بعدم التمثيل،


١ سورة الشورى، الآية [١١] .
٢ سورة البقرة، الآية [١٤٠] .
٣ سورة النجم، الآيتان [٣-٤] .

<<  <  ج: ص:  >  >>