للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد صدّ بي حلم الأكابر عن لمى

شفة الفتاة الطفلة المغناج

ماء الشبيبة زارع في صدرها

رمانتي روض كحقّ العاج

وكأنها قد أدرجت في برقع

ياويلتاه بها شعاع سراج

وكأنما شمس الأصيل مذابة

تنساب فوق جبينها الوهاج

قال لي د/ عبد الله بن الشيخ محمد الأمين: "وهذا نوع من التمثيل لم أره قبل الشيخ رحمه الله؛ وهو أن تجعل الشمس مرهماً يدهن به الوجه، فهذا ابتكار في التشبيه، لم يسبق إليه حسب علمي".

وقال د/عبد الله أيضاً: "وكان يقول لي:

تأدب إذا مادخلت على أناس

وكن منهم بمنزلة الأقلّ

فإن رفعوك كان الفضل منهم

وإن وضعوك فقل هذا محلي

وكان رحمه الله دائماً يتمثل بهذه الأبيات، وخصوصاً إذا كنا ذاهبين للصيد:

قال الطريفة ماتبقى دراهمنا يوما

ومابنا سرف فيها ولا خرق

إنَّا إذا اجتمعت يوماً دراهمنا

ظلت إلى طرق الخيرات تستبق

لايألف الدرهم المضروب صرتنا

لكن يمرّ عليها وهو منطلق

حتى يصير إلى نذل يخلده

يكاد من صره إياه ينمزق١

وأحياناً: "كان رحمه الله يتمثل ببعض الأبيات التي تتعلق بمكارم الأخلاق، أو بالفضل والتسامح.


١ القائل جؤبة بن النضر. انظر مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي ص٤٨٧. مؤلفه: أحمد قبش، مطبعة دار العروبة بدمشق ١٣٩٩هـ. مع بعض الاختلاف اليسير مثل: يوماً في البيت الأول لم ترد وإنما بدل إنا في أول البيت الثاني، وفي أول البيت الثالث قال مايألف الدرهم الصياح بدل لايألف الدرهم المضروب.

<<  <  ج: ص:  >  >>