للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما القرآن الكريم: فيقول -رحمه الله- عنه: "القرآن هو مطر أرض القلوب، إذا نزل مطر القرآن على أرض القلوب أثمرت القلوب ثمراتها الرائعة اليانعة من الإيمان بالله، والتقوى، والخشية والإنابة، والإيثار، وطاعة الله جل وعلا، والخوف منه، والانقياد لأوامره، واجتناب نواهيه....كما أن مطر السحاب هو مطر الأرض المثمر فيها....كذلك القلب الطيب إذا نزلت عليه أمطار القرآن؛ زواجره، ونواهيه، ومواعظه، وحلاله، وحرامه أثمر ذلك القرآن في ذلك القلب ثمرات أحسن من ثمرات الأرض الطيبة إذا نزل عليها المطر فأثمر الإيمان بالله ... وامتثال أمر الله واجتناب نواهيه، وكل خصلة حسنة ... كالخشية من الله، والتوبة عند الزلات، والإنابة إليه، والسخاء، والشجاعة، والرضا بقدر الله، والإيثار، وعدم الشح، إلى غير ذلك من الخصال الكريمة الجميلة"١.

ثم يصف -رحمه الله- هذا القرآن بقوله: "هو كتاب الله جل وعلا الذي هو آخر كتاب نزل من السماء، وهو أعظم كتاب سماوي على أعظم رسول أرسله الله إلى الأرض؛ فهو آخر الكتب السماوية، دليل على آخر الرسل وخاتمهم صلى الله عليه وسلم؛ جمع الله فيه علوم الكتب السابقة. ولذا كان القرآن مهيمنا على الكتب السابقة ... وإنما سمي هذا القرآن كتاباً؛ لأنه مكتوب في اللوح المحفوظ، كما قال تعالى: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} ٢. ومكتوب في صحف عند الملائكة ... {فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ} ٣..وأيضا مكتوب عند المسلمين، كما قال تعالى: {رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً مُطَهَّرَةً فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ} ٤"٥.


١ الشريط رقم [٢] من تفسير سورة الأعراف، عند تفسير قوله تعالى: {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ} . الآية [٥٨] .
٢ سورة البروج، الآيتان [٢١-٢٢] .
٣ سورة عبس، الآيتان [١٣-١٤] .
٤ سورة البينة، الآيتان [٢-٣] .
٥ الشريط رقم [٢٢] من سورة الأنعام، عند تفسير قوله تعالى: {وهذا كتاب أنزلناه مبارك} الآية [١٥٥] .

<<  <  ج: ص:  >  >>