للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسلام. كما قال تعالى عن يعقوب وأولاده في سجودهم ليوسف: {وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً} ١، ولذلك أمر نبينا صلى الله عليه وسلم أن يقول للناس: إنه ما أوحي إليه إلا توحيد الله تعالى في عبادته في قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} ٢.

وقد تقرر عند الأصوليين والبيانيين أن لفظ "إنما" من أدوات الحصر، فدلت الآية على حصر الموحى إليه صلى الله عليه وسلم في أصله الأعظم الذي هو لا إله إلا الله؛ لأنها دعوة جميع الرسل، وغيرها من شرائع الإسلام وفروعها التابعة لها. ولهذا صار مكذب رسول واحد مكذباً لجميع الرسل؛ لأن دعوتهم واحدة" ٣.

وهكذا يتضح لنا اهتمام الشيخ الأمين –رحمه الله- ببيان هذه المسألة العظيمة؛ حيث أقام الأدلة على أن الرسل بعثوا بالدعوة إلى توحيد العبادة، وأن أصل دينهم واحد، وهومضمون شهادة أن لا إله إلا الله.

ولشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- كلام في "العقيدة التدمرية" يؤيد ما قاله الشيخ الأمين –رحمه الله-؛ فقد أوضح -رحمه الله- أن جميع الأنبياء على دين الإسلام، وأن رأس الإسلام مطلقاً شهادة أن لا إله إلا الله، وبها بعث الله جميع رسله عليهم الصلاة والسلام٤.


١ سورة يوسف، الآية [١٠٠] .
٢ سورة الأنبياء، الآية [١٠٨] .
٣ رحلة الحج، ص١٣٤.
٤ انظر العقيدة التدمرية، ص١٦٧، ١٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>