للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُوحَى إِلَيَّ} ١. ثم ساق -رحمه الله- أمثلة ووقائع حصلت للرسل تدل على أنهم لا يعلمون من الغيب إلا ما أطلعهم الله عليه؛ فذكر أولاً أمثلة ووقائع حصلت لرسولنا صلى الله عليه وسلم تدل على أنه لا يعلم الغيب، ثم أتبعها بوقائع حصلت لعدد من الأنبياء عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام، تدل أيضاً على أنهم لا يعلمون من الغيب إلا ما أطلعهم الله عليه؛ فقال -رحمه الله-: "لما رميت عائشة رضي الله عنها بالإفك لم يعلم؛ أهي بريئة أم لا، حتى أخبره الله تعالى بقوله: {أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ مِمَّا يَقُولُون} ٢. وقد ذبح إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام عجله للملائكة، ولا علم له بأنهم ملائكة حتىأخبروه، وقالوا له: {إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ} ٣..

ولما جاؤا لوطاً لم يعلم أيضاً أنهم ملائكة، ولذا {سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ} يخاف عليهم من أن يفعل بهم قومه فاحشتهم المعروفة، حتى قال: {لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} ، ولم يعلم خبرهم حتى قالوا له: {إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ} الآيات٤..

ويعقوب عليه السلام ابيضت عيناه من الحزن على يوسف، وهو في مصر لا يدري خبره حتى أظهر الله خبر يوسف. وسليمان عليه السلام، مع أن الله سخر له الشياطين والريح، ما كان يدري عن أهل مأرب قوم بلقيس حتى جاءه الهدهد، وقال له: {أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ} الآيات٥. ونوح –عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام- ما كان يدري أن ابنه الذي غرق ليس من أهله الموعود بنجاتهم، حتى قال: {رَبِّ إِنَّ ابْنِي


١ سورة الأنعام، الآية [٥٠] .
٢ سورة النور، الآية [٢٦] .
٣ سورة هود، الآية [٧٠] .
٤ سورة هود، الآيتان [٨٠-٨١] .
٥ سورة النمل، الآيات [٢٢-٢٨] .

<<  <  ج: ص:  >  >>