للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مدعياً حب النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه وهو يعظم النبي صلى الله عليه وسلم ويمدحه بأنه هو الذي خلق السموات والأرض، وأنزل الماء من السماء، وأنبت به الحدائق ذات البهجة. وأنه صلى الله عليه وسلم, هو الذي جعل الأرض قراراً، وجعل خلالها أنهاراً، وجعل لها رواسي، وجعل بين البحرين حاجزاً ... فإن ذلك العاقل لايشك في أن ذلك المادح المعظم في زعمه من أعداء الله ورسوله، المتعدين لحدود الله"١.

وقد سئل -رحمه الله-: هل العالم كله مخلوق ومرزوق من بركة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فأجاب بأن الحكم التي خلق من أجلها العالم ورزق، كلها إلهية ربانية، لا نبوية. ثم ساق البراهين والأدلة من القرآن الكريم، والتي تنص على أن الله خلق الخلق لعبادته ... إلى أن قال -رحمه الله- في آخر الجواب: "وعلى كل حال فسيدنا وسيد الخلائق كلها محمد صلى الله عليه وسلم أعطاه الله جل وعلا من التشريف والتعظيم والتكريم وعلو الشأن في العالم العلوي والسفلي مما هو ثابت في كتاب الله والسنة الصحيحة ما هو في أشد الغنى عن ادعاء تعظيمه بأمور لا أساس لها، ولا مستند لها البتة، ولم يقل صلى الله عليه وسلم حرفاً منها. فعلى المسلم أن يتثبت ويتحفظ، وألا يقول على نبينا صلى الله عليه وسلم شيئاً إلا بعد ثبوت صحته؛ لأنه صلى الله عليه وسلم روى عنه سبعون من أصحابه، أنه قال: "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" ٢. وعلى كل حال، فمن المعلوم الواضح أنه لا ينبغي لأحد أن يقول: إن فرعون، وهامان، وقارون، وعاقر ناقة صالح، وأبا جهل، وأمية بن خلف، ونحوهم من أئمة الكفر خلقوا من بركة سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم, وكذلك


١ المصدر نفسه ٧/٦٢٤. (وأن ذلك المدح شرك في الربوبية والألوهية معاً) .
٢ أخرجه مسلم في صحيحه ١/١٠، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>