ولما كان نظام الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية يحتم على طلاب الدراسات العليا الذين يتقدمون للحصول على شهادة العالمية "الماجستير" أن يكتبوا بحثاً علمياً في مجال تخصصهم، فقد بحثت عن موضوع في تخصصي أتقدم به لنيل هذه الدرجة، فأشار عليّ الشيخ الفاضل عبد المحسن بن حمد العباد حفظه الله أن أوضح جهود الشيخ محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله - في خدمة عقيدة السلف، وقد رأيت منه استحساناً وتشجيعاً؛ إذ الشيخ عبد المحسن حفظه الله من معاصري الشيخ الشنقيطي - رحمه الله -, وممن أخذ عنه، وسبر شخصيته عن قرب.
وقد زادني تشجيعا على الكتابة في ذلك: كون هذا الموضوع لم يطرق من قبل؛ فقد كتب عن الشيخ الأمين - رحمه الله - باحثون أفاضل في مجال التفسير، وأصول الفقه، فأحببت أن أضع في هذا العقد واسطته؛ ألا وهي العقيدة التي علمها أشرف العلوم. أضف إلى ذلك رغبتي في الاطلاع عن كثب على علم هذا العلامة الفاضل، والاستفادة مما كتب من تآليف تُعدّ بحق موسوعة علمية ترشد إلى تبحر هذا الإمام في مختلف الفنون، وخاصة العقيدة.
والشيخ الأمين - رحمه الله - من مؤسسي الجامعة الإسلامية، وكان له جهود في إبرازها، ورقيها، ولكفاءته النادرة ذاع صيتها، واشتهرت عالمياً في شتى نواحي العلم والمعرفة الإسلامية. فكان من الواجب إبراز جهوده بالدراسة والبحث.
منهجي في هذا البحث:
وأما عن منهجي في هذا البحث فيتلخص فيما يأتي:
أولاً: جمعت الجزئيات المتعلقة بالعقيدة مما قاله الشيخ - رحمه الله -, أو كتبه؛