للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلا تَعْثَوْا فِي الأرْضِ مُفْسِدِينَ} ١.

وقال تعالى: {إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ} ٢.

وقد اهتم الشيخ الأمين -رحمه الله- بهذا الركن العظيم، فأشار في ثنايا مؤلفاته إلى كثير من أحوال اليوم الآخر، وفصلّ في بعضها، وأجمل في البعض الآخر. ومما فصلّ فيه -رحمه الله- من هذه الأحوال: سماع الموتى، والبعث، والصراط، وأبدية النار، والردّ على من قال بفنائها، وبرؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة.

وسوف أرتب ما ذكره الشيخ -رحمه الله- عن اليوم الآخر، كما يمرّ بها العبد في رحلته إلى دار القرار.

وقد وصف -رحمه الله- رحلة الإنسان من بدء خلقه إلى استقراره في إحدى الدارين في الآخرة، موضحاً سبب تسميتها بالدار الآخرة؛ فقال -رحمه الله-: (وإنما قيل لتلك الدار: الآخرة؛ لأنها هي آخر المنازل، فلا انتقال عنها البتة إلى دار أخرى. والإنسان قبل الوصول إليها ينتقل من محلّ إلى محلّ؛ فأول ابتدائه من التراب، ثمّ انتقل من أصل التراب إلى أصل النطفة، ثمّ إلى العلقة، ثمّ إلى المضغة، ثمّ إلى العظام، ثمّ كسا الله العظام لحماً، وأنشأها خلقاً آخر، وأخرجه للعالم في هذه الدار، ثمّ ينتقل إلى القبر، ثمّ إلى الحشر، ثمّ يتفرقون {يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتا} ٣، فسالك ذات اليمين إلى الجنة، وسالك ذات الشمال إلى النار، {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ} ٤، فإذا دخل أهل الجنة الجنة،


١ سورة العنكبوت، الآية [٣٦] .
٢ سورة الذاريات، الآيتان [٥-٦] .
٣ سورة الزلزلة، الآية [٦] .
٤ سورة الروم، الآيات [١٤-١٦] .

<<  <  ج: ص:  >  >>