للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب الأول: عذاب القبر]

ذكر الشيخ الأمين -رحمه الله- أنّ عذاب القبر حقّ لا مرية فيه، فقال عند تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} ١: "الظاهر أنّ قوله: {عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ} هو ما عذبوا به في دار الدنيا من القتل وغيره، كما دلّ على ذلك قوله: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأكْبَر} الآية٢، وقوله تعالى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ} ٣، إلى غير ذلك من الآيات. لا مانع من دخول عذاب القبر في ذلك لأنه قد يدخل في ظاهر الآية. وما قيل في معنى الآية غير هذا لا يتجه عندي، والعلم عند الله تعالى"٤.

هل يعذب الميّت ببكاء أهله عليه؟

تناول الشيخ الأمين -رحمه الله- مسألة تعذيب الميت ببكاء أهله عليه؛ كما ثبت في الصحيح من قوله صلى الله عليه وسلم: "إنّ الميت ليعذب ببكاء أهله عليه "٥، وفي رواية: " الميت يعذب في قبره بما نيح عليه "٦.

وبين -رحمه الله- عدم معارضته، لقوله تعالى: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} ٧؛ إذ قد يظنّ من لا يعلم أن تعذيب الميت ببكاء الحيّ عليه من مؤاخذة العبد بذنب غيره، وليس الأمر كذلك.

وقد أجاب عن هذه المسألة بجوابين، فقال -رحمه الله-: "الأول: أن يكون


١ سورة الطور، الآية [٤٧] .
٢ سورة السجدة، الآية [٢١] .
٣ سورة التوبة، الآية [١٤] .
٤ أضواء البيان ٧/٦٩٥. وانظر المصدر نفسه ٤/٥٤٨، ٥٥١، ٧/٩٠.
٥ صحيح البخاري ٢/٨٠.
٦ صحيح البخاري ٢/٨٢.
٧ سورة الإسراء، الآية [١٥] .

<<  <  ج: ص:  >  >>