للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بقوله: {فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً} ١، وقوله: {إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً} ٢. وإقامته المنصوص عليها بقوله: {وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ} ٣ فظاهر هذه الآيات عدم فناء النار المصرح به في قوله: {كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً} ٤"٥.

ثمّ ختم هذه الردود بقوله: "فإذا تبين بهذه النصوص بطلان جميع هذه الأقسام، تعين القسم الخامس الذي هو خلودهم فيها أبدا بلا انقطاع ولا تخفيف بالتقسيم والسبر الصحيح"٦.

ثمّ أورد الشيخ الأمين –رحمه الله- ما احتج به من قال بفناء النار، فقال: "وما احتج به بعض العلماء٧ من أنه لو فرض أنّ الله أخبر بعدم فنائها أنّ


١ سورة الفرقان، الآية [٧٧] .
٢ سورة الفرقان، الآية [٦٥] .
٣ سورة المائدة، الآية [٣٧] .
٤ سورة الإسراء، الآية [٩٧] .
٥ دفع إيهام الاضطراب- الملحق بأضواء البيان ١٠/١٢٥-١٢٦.
٦ المصدر نفسه ١٠/١٢٧.
٧ ذكر الشيخ الأمين –رحمه الله- أنّ ممن قال بذلك الإمام ابن القيم -رحمه الله- في كتابه حادي الأرواح (انظر معارج الصعود ص٢٥٥) . وقد نبه د/عبد الله قادري: تلميذ الشيخ الأمين على أنّ ابن القيم -رحمه الله- لم يجزم بفناء النار، وإنما ساق أدلة القائلين بذلك موضحا أوجه استدلالهم. ومن عادته -رحمه الله- أنه إذا ذكر اختلاف العلماء بين أدلتهم ووجهها حتى كأنه هو صاحب القول، وإن كان في الواقع لم يجزم به، أو كان على خلافه. ثم ذكر د/عبد الله القادري دليلين على عدم قول ابن القيم بفناء النار: الأول: قوله بعد ذكر الآراء في فناء النار وبقائها: (فإن قيل: فإلى أين انتهى قدمكم في هذه المسألة العظيمة الشأن التي هي أكبر من الدنيا بأضعاف مضاعفة؟ قيل: إلى قوله تعالى: {إنّ ربك فعال لما يريد} ، وإلى هنا انتهى قدم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ حيث ذكر دخول أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، وما يلقاه هؤلاء وهؤلاء، وقال: ثمّ يفعل الله بعد ذلك ما يشاء بل وإلى هنا انتهت أقدام الخلائق) . الأمر الثاني: أنه -رحمه الله- صرح في كتابه الوابل الصيب أنّ النار كالجنة لا تفنى. وأنّ النار التي تفنى التي يعذب الله فيها عصاة المؤمنين الذين لا يخلدون في النار. وبهذا يعلم أنّ ابن القيم قطع بعدم فناء النار، وأنّ كلامه الذي فيه احتمال؛ في كتاب حادي الأرواح يجب أن يفسر بكلامه الصحيح المبين في كتاب الوابل الصيب. ولا شك أنّ فضيلة شيخنا المفسر لو اطلع على هذا النص من الوابل الصيب لأخذ به في مذهب ابن القيم؛ لأنه صاحب أضواء البيان الذي يفسر القرآن بالقرآن. وكلام الناس يفسر بعضه بعضا. انتهى باختصار من تعليق د/القادري على معارج الصعود ص٢٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>