للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الأول: بيانه لمراتب القدر]

مراتب القضاء والقدر عند أهل السنة والجماعة أربع، ولايتم إيمان العبد بالقدر إلا بإيمانه بهن:

المرتبة الأولى: العلم: وهي أن يؤمن الإنسان بأن الله بكلّ شيء عليم؛ يعلم ما كان، وما يكون قبل أن يكون، ويعلم ما لم يكن لو كان كيف يكون.

المرتبة الثانية: الكتابة: وهي الإيمان بأنّ الله كتب عنده في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة.

المرتبة الثالثة: المشيئة: وهي الإيمان بأنه ما وجد من موجود إلا بمشيئة الله تعالى، وما عدم من معدوم إلا بمشيئته تعالى.

المرتبة الرابعة: الخلق: وهي الإيمان بأنّ الله تعالى خالق كلّ شيء؛ فما من موجود في السموات والأرض إلا الله خالقه، حتى الموت خلقه الله وإن كان هو عدم الحياة١.

وقد دلّ القرآن الكريم على هذه المراتب:

قال تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَاب} ٢، وقال تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ


١ انظر شفاء العليل للإمام ابن القيم ص٢٩. والقضاء والقدر للشيخ محمد بن صالح العثيمين ص٢١-٢٤.
٢ سورة الحج، الآية [٧٠] .

<<  <  ج: ص:  >  >>