للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الشيخ الأمين -رحمه الله- أيضا عند تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً} الآية١:

"صرح تعالى في هذه الآية الكريمة أنه لو شاء إيمان جميع أهل الأرض لآمنوا كلهم جميعا. وهو دليل واضح على أنّ كفرهم واقع بمشيئته الكونية القدرية. وبين ذلك أيضا في آيات كثيرة؛ كقوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا} الآية٢، وقوله: {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} ٣، وقوله: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى} ٤، إلى غير ذلك من الآيات"٥.

أما مرتبة الخلق: فقد تحدث عنها الشيخ الأمين -رحمه الله- عند تفسير قول الله تعالى: {وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} ٦؛ فقال: (أي خلقهم لأن يختلفوا إلى مؤمن وكافر، وبر وفاجر، وشقي وسعيد، ليصرف كلاً إلى ما كتب له في الأزل، ولتظهر فيهم آثار صفات الله تعالى وأسمائه من رحمة ورضا، وثواب للمطيعين، وقهر وجبروت وشدة عذاب للعاصين٧.

وقال أيضا: "ولذلك خلقهم": أي أراد ذلك منهم قدرا عند وجودهم، فوجدوا كما أراد الله؛ قال تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} ٨ ٩.


١ سورة يونس، الآية [٩٩] .
٢ سورة الأنعام، الآية [١٠٧] .
٣ سورة السجدة، الآية [١٣] .
٤ سورة الأنعام، الآية [٣٥] .
٥ أضواء البيان ٢/٤٩٢. وانظر المصدر نفسه ٣/٢٢١.
٦ سورة هود، الآية [١١٩] .
٧ معارج الصعود ص٣٠٢.
٨ سورة يس، الآية [٨٢] .
٩ معارج الصعود ص٢٠٣. وانظر دفع إيهام الاضطراب ١٠/١٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>