للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الأول: تعريف الإيمان]

الإيمان لغة:

قال أهل اللغة١: بأنّ معنى الإيمان في اللغة: التصديق.

وقد ردّ هذا المعنى اللغوي شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- مبينا فساده من ستة عشر وجها. وحقق أنّ معنى الإيمان في اللغة: الإقرار٢.

أما الشيخ الأمين –رحمه الله- فالظاهر من كلامه في معنى الإيمان لغة أنه التصديق: يقول -رحمه الله-: "أما الإيمان اللغوي: فهو يشمل كل تصديق، فتصديق الكافر بأن الله، هو الخالق الرازق يصدق عليه اسم الإيمان لغة مع كفره بالله ولا يصدق عليه اسم الإيمان شرعاً. وإذا حققت ذلك علمت أن الإيمان اللغوي يجامع الشرك فلا إشكال في تقييده به.

وكذلك الإسلام الموجود دون الإيمان في قوله تعالى: {قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} ٣؛ فهو الإسلام اللغوي؛ لأنّ الإسلام الشرعيّ لا يوجد ممن لم يدخل الإيمان في قلبه. والعلم عند الله تعالى"٤. فالشيخ –رحمه الله- يرى أن الإيمان لغة التصديق ولا أثر للخلاف الحاصل في المعنى اللغوي إذ العبرة بالمعنى الشرعي الذي تعبدنا الله به.


١ انظر: الصحاح ٥/٢٠٧١. ولسان العرب ١٣/٢١. والمفردات ص٢٦.
٢ انظر الفتاوى ٧/٢٩٢-٢٩٣، ٥٢٩-٥٣١.
٣ سورة الحجرات، الآية [١٤] .
٤ أضواء البيان ٣/٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>