للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متعاضدة على هذا النمط أفادت الحجة عند الناظر فيها"١.

أما المرجح الثاني: فقال -رحمه الله-: "إنّ الجمع بن الأدلة واجب متى ما أمكن بلا خلاف؛ لأنّ إعمال الدليلين أولى من إلغاء أحدهما، ولا وجه للجمع بين الأدلة إلا هذا القول بالعذر والامتحان. فمن دخل النار فهو الذي لم يمتثل ما أمر به عند ذلك الامتحان، ويتفق بذلك جميع الأدلة. والعلم عند الله تعالى"٢.

ونقل -رحمه الله- عن الحافظ ابن كثير ما يؤيد ما ذهب إليه فقال: "وقال ابن كثير رحمه الله تعالى ... ما نصه: ومنهم من ذهب إلى أنهم يمتحنون يوم القيامة في العرصات؛ فمن أطاع دخل الجنة. وانكشف علم الله فيه بسابق الشقاوة. وهذا القول يجمع بين الأدلة كلها. وقد صرحت به الأحاديث المتقدمة المتعاضدة الشاهد بعضها لبعض. وهذا القول هو الذي حكاه الشيخ أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري عن أهل السنة والجماعة، وهو


١ أضواء البيان ٣/٤٨٢. وانظر تفسير ابن كثير ٣/٣١.
والشيخ الأمين -رحمه الله- لم يذكر حديثا ينص على حكم أهل الفترة، وإنما اكتفى بكلام ابن كثير السابق.
وقد روى الإمام أحمد عن الأسود أنّ نبيّ الله صلى الله عليه وسلم قال: أربعة يوم القيامة؛ رجل أصم لايسمع شيئا، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في فترة. فأما الأصم فيقول: ربّ لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئا، وأما الأحمق فيقول: ربّ لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفوني بالبعر، وأما الهرم فيقول: ربّ لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئا، وأما الذي مات في الفترة فيقول: ربّ ما أتاني لك رسول، فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه، فيرسل إليهم أن ادخلوا النار، فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها لكانت عليهم بردا وسلاما". (مسند الإمام أحمد ٤/٢٤. وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ٣/٤١٨، رقم١٤٣٤) .
٢ أضواء البيان ٣/٤٨٤، وانظر دفع إيهام الاضطراب ١٠/٦٦-٦٧، ١٨٥-١٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>