للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهمّ شيء: فيه إشارة إلى التقديم للإمامة الكبرى، وهو ظاهر.

الثاني: اتفاق أهل الحل والعقد على بيعته، وقال بعض العلماء١: إنّ إمامة أبي بكر منه لإجماع أهل الحل والعقد من المهاجرين والأنصار عليها بعد الخلاف، ولاعبرة بعدم رضى بعضهم؛ كما وقع من سعد بن عبادة رضي الله عنه من عدم قبوله بيعة أبي بكر رضي الله عنه.

الثالث: أن يعهد إليه الخليفة الذي قبله؛ كما وقع من أبي بكر لعمر رضي الله عنهما.

ومن هذا القبيل جعل عمر رضي الله عنه الخلافة شورى بين ستة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مات وهو عنهم راض.

الرابع: أن يتغلب على الناس بسيفه، وينزع الخلافة بالقوة حتى يستتبّ له الأمر، وتدين له الناس لما في الخروج عليه حينئذ من شقّ عصا المسلمين وإراقة دمائهم. قال بعض العلماء: ومن هذا القبيل قيام عبد الملك ابن مروان على عبد الله بن الزبير وقتله إياه في مكة على يد الحجاج بن يوسف، فاستتبّ الأمر له"٢.

وقد ذكر هذه الأمور التي تنعقد بها الإمامة الإمام القرطبي٣ -رحمه الله-.


١ قال الإمام ابن أبي العز عن إمامة أبي بكر: "وذهب جماعة من أهل الحديث والمعتزلة والأشعرية إلى أنه ثبتت بالاختيار".
(شرح العقيدة الطحاوية ص٥٣٣) .
٢ أضواء البيان ١/١٢٢.
٣ انظر الجامع لأحكام القرآن ١/١٨٥-١٨٦. ونسب -رحمه الله- القول الرابع إلى سهل بن عبد الله التستري، وابن خويز منداد.

<<  <  ج: ص:  >  >>