للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"دل استقراء القرآن العظيم على أنّ التوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام:

الأول: توحيده في ربوبيته؛ وهذا النوع جبلت عليه فطر العقلاء.

الثاني: توحيده جلّ وعلا في عبادته. وضابط هذا النوع من التوحيد هو: تحقيق معنى "لا إله إلا الله"، وهي متركبة من نفي وإثبات.

الثالث: توحيده جلّ وعلا في أسمائه وصفاته١.

وهذا التقسيم ليس بدعاً من الشيخ -رحمه الله-، بل له في ذلك سلف؛ فقد ذكره قبله بآماد طويلة أئمة أجلاء في كتبهم؛ من أمثال الإمام الحافظ محمد بن إسحاق بن مندة٢ -رحمه الله- في كتابه التوحيد؛ فقد ابتدأه -رحمه الله- بوحدانية الله تعالى في ربوبيته مستدلاً بذلك على توحيده تعالى في العبادة، ثم ثنى بتوحيد الألوهية؛ وهو تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله، ثم ثلّث بتوحيد أسماء الله الحسنى، وصفاته العليا٣.

وممّن أورد هذا التقسيم، وأشار إليه شيخ الإسلام ابن تيمية٤،

وابن


١ أضواء البيان ٣/٤١٠، ٤١١. وانظر: المعين والزاد ٦٤، ٦٥.
٢ الإمام الحافظ محمد بن إسحاق بن يحيى بن منده، أبو عبد الله. محدث الإسلام. كان من أوسع العلماء رحلة وأكثرهم حديثاً وشيوخاً، ولد سنة (٣١٠،أو ٣١١?) بأصبهان، وتوفي سنة (٣٩٥?) . (انظر: طبقات الحنابلة ٢/١٦٧. وسير أعلام النبلاء١١/٧-١٠. والبداية والنهاية١١/٣٣٦) .
٣ انظر مقدمة تحقيق كتاب التوحيد لابن منده، لفضيلة الدكتور علي ناصر الفقيهي ص٣٣.
٤ شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني. ولد -رحمه الله- بحران سنة (٦٦١?) ، وتوفي في سجن القلعة بدمشق سنة (٧٢٨?) .
(انظر: تذكرة الحفاظ٤/١٤٩٦. والبداية والنهاية ١٤/١٣٢ وقد أورد هذا التقسيم في العقيدة التدمرية ص٤-٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>