للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ} ١؛ أي بتكذيبهم لوطاً. {كَذَّبَ أَصْحَابُ لأيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ} ٢؛ أي بتكذيبهم شعيباً. فهذه الآيات تدل على أن مكذب رسول واحد مكذب لجميع الرسل؛ وذلك لاتحاد دعوتهم، وهي مضمون لا إله إلا الله" ٣.

وسيأتي مزيد بيان لهذا الموضوع.

والمقصود أن الشيخ -رحمه الله- لم يترك مناسبة تمرّ إلا وأفاض فيها في الكلام عن توحيد الألوهية، وأنه دعوة جميع الأنبياء عليهم السلام، وأنّ الله سبحانه وتعالى ما خلق الخلق، وأرسل الرسل، وأنزل الكتب إلا ليعبد ولايشرك معه شيء.

ونراه كذلك -رحمه الله- يسترسل في ذكر الأدلة الصريحة من القرآن الكريم الدالة على شأن العبادة وعظمها؛ فيقول "والآيات الدالة على أن إرسال الرسل وإنزال الكتب لأجل أن يعبد الله وحده كثيرة جداً؛ كقوله: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} ٤، وقوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلآ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلآ أَنَا فَاعْبُدُونِ} ٥، وقوله: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} ٦، وغير ذلك من الآيات" ٧.

والشيخ -رحمه الله- قد أوضح أن توحيد الألوهية هو معنى "لا إله إلا الله" التي من أجلها خلق الله الخلق، وأرسل الرسل، وأنزل الكتب.


١ سورة الشعراء، الآية [١٦٠] .
٢ سورة الشعراء، الآية [١٧٦] .
٣ رحلة الحج إلى بيت الله الحرام ص١٣٤.
٤ سورة النحل، الآية [٣٦] .
٥ سورة الأنبياء، الآية [٢٥] .
٦ سورة الزخرف، الآية [٤٥] .
٧ أضواء البيان ٣/٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>