للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا إِلَهَ إِلآ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} ١، إلى غير ذلك من الآيات.

واستدل للأمر الخامس –وهو كونه قدر كل شيء خلقه- بقوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى} ٢.

وهذا الذي أوردته قليل من كثير مما أورده الشيخ -رحمه الله- في كتاب التفسير من أدلة قرآنية على هذه الأنواع٣.

فالشيخ الأمين -رحمه الله- يتناول براهين التوحيد بالتوضيح في هذه السورة الكريمة وحدها مؤكدا أن من اتصف بهذه الصفات العظيمة فهو المستحق أن يعبد ولا يشرك معه أحد؛ فالله سبحانه وتعالى هو النافع الضار، المتفرد بكل كمال، الآمر الناهي. قدر جميع ما هو كائن إلى يوم القيامة قبل خلقه، ثم كتبه في اللوح المحفوظ٤، ثم خلقه وفق ما يريد، فسبحان المتصف بكل كمال وجلال، فهو الإله المعبود بحق وحده.

وهذا ما أكده أيضاً الإمام ابن القيم٥-رحمه الله- حيث يقول:

"وإذا كان وحده هو ربنا وملكنا وإلهنا، فلا مفزع لنا في الشدائد سواه، ولا ملجأ لنا منه إلا إليه. ولا معبود لنا غيره، فلا ينبغي أن يدعى، ولا يخاف، ولا يرجى، ولا يحب سواه. ولا يذل لغيره، ولا يخضع لسواه، ولا يتوكل إلا عليه؛ لأن من ترجوه وتخافه، وتدعوه، وتتوكل عليه إما أن يكون مربيك


١ سورة غافر، الآيتان [٦٢-٦٣] .
٢ سورة الأعلى، الآيتان [٢-٣] .
٣ راجع أضواء البيان ٦/٢٦٥-٢٦٧.
٤ يدل عليه حديث عبد الله بن عمرو، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قدر الله المقادير قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ". أخرجه مسلم في صحيحه كتاب القدر ٤/٢٠٤٤. بلفظ:"كتب الله مقادير الخلائق"والترمذي في سننه ٤/٤٥٨ وقال: حديث حسن صحيح غريب. واللفظ له.
٥ تقدمت ترجمته.؟؟

<<  <  ج: ص:  >  >>