حتى إنه ربما أطلق وصف (الصدوق) على من هو (ثقة) عنده، وربما أطلق (ليس بالقوي) على من كان في آخر مراتب القبول لديه. وفي الموصوف بالتساهل: ربما قال (لَيِّن) أو (فيه ضعف) عمّن هو عنده شديد الضعف. وهذا الحال هو الذي يُعبَّر عنه بأنه شِدّةُ النَّفَس (في التشديد) أو رَخَاوتُه (في التساهل). وما يوهمه الاختلافُ الناشئُ عن شِدّةِ النَّفَس ورخاوته خلافٌ لفظيٌّ، وليس حقيقيا.
وعليه: فلا يعني وَصْفُ الإمام بالتشديد إهدارَ تضعيفه، ولا وَصْفُه بالتساهل إهدارَ توثيقه، ولا وَصْفُه بالإنصاف ترجيحَ حُكمِه مطلقًا على غيره. وإنما فائدة هذه الأوصاف تنحصر في اعتبارها قرينةً من قرائن الترجيح عند التعارض .. فقط.
٤ - أن يكون المعدِّل معاصرًا للمتكلَّم فيه، خلافًا للجارح.
٥ - أن يكون المعدِّل بَلَدِيًّا للمتكلَّم فيه، وليس كذلك الجارح.
٦ - قوة عبارة التعديل ووضوحها (مثل: حافظ، أو: من أوثق الناس، أو: صدوق لا يُرَدُّ حديثه، أو: محلّه الصدق يحوّل من كتاب الضعفاء)، في مقابل لِين عبارة الجرح (مثل: ليس هو من أهل الحفظ، كان فلان لا يرضاه، ليس هو بالقوي، فيه بعض اللين، فيه ضعف).
٧ - أن يكون مَن جَرَحَهُ جرحًا ظاهرُه الشدة قد روى هو عنه؛ إذا كان من سادة العدول.
٨ - أن يَهْجُرَ قولَ الجارح بعضُ أَتْبَعِ الناس لأقواله في العادة من أهل العلم.