- وأما العِجلي: فلم يصفْه بالتساهل المُفْضِي لإهدار توثيقه إلا بعضُ العَصْريِّين، وإلا فهو معتمدُ الجرح والتعديل عند كل العلماء السابقين.
تنبيه: يقول المعلِّمي في مقدمة الفوائد المجموعة: «ما اشتُهر من أن فلانًا من الأئمة مسهِّلٌ وفلانًا متشدد ليس على إطلاقه، فإن منهم من يُسهِّل تارةً ويشدد تارة، بحسب أحوال مختلفة. ومعرفة هذا وغيره من صفات الأئمة التي لها أثر في أحكامهم = لا تحصل إلا باستقراءٍ بالغ لأحكامهم، مع التدبر التامّ».
بل الأهم مما قاله المعلِّمي أن تعلم أن هذه الأوصاف بالتشدّد والتساهل لا تعني اختلالَ المنهج عند الإمام الجارح أو المعدِّل، وإنما تعني أحد معنيين:
١ - أن ذلك العالم إذا أخطأ في حكمه ربما مالت أخطاؤه إلى جانب التشديد (فيمن وُصف بالتشدد) أو إلى التسهيل (فيمن وُصف بالتساهل)، أو ربما ظهرت له عباراتٌ نادرةٌ فيها مجازفةٌ وغُلُوٌّ في الجرح أو في التعديل كانت هي سبب وصفه بالتشدد أو التساهل. ولكن لم تبلغ أخطاؤه تلك درجةَ القدحِ في صحة منهجه العام؛ لقِلّتها أو نُدرتِها؛ وإلا لن يكون إمامًا معتمدَ القولِ في الجرح والتعديل.
٢ - أن تكون العبارات توهم بظاهرها التشدُّدَ أو التساهلَ، ولكن صاحب العبارة نفسه لا يريد ذلك الظاهر. ففي الموصوف بالتشدد تجد عباراته تَشِحُّ عن الثناء الكبير،