(بص ٣: ١٤)(حطها في القفص ٣: ٤٣)(ينظرون إلى القمر فيتهيأ لهم أشكال غريبة ٤: ٦٥)(المخدة ٤: ٨٩)(زاحني في البحر ٤: ٩١)(يتزحلق ٤: ٩٢) فمقابل هذه الكلمات من الفصيح مشهور خفيف شائع، وهو - على الترتيب السابق: الشرطي - اعترضه أو وقف في وجهه (أو في طريقه) - وضعت اللحم في القدر - مسرور - رأى - ضوضاء أو ضجيج أو لغط - دهش أو عجيب - غضبان - ابنِ الكرام - نظر - وضعها في القفص - يتخيلون (أو يتوهمون) أشكالاً غريبة - الوسادة - دفعني إلى البحر - ينزلق.
هل يرى القارئ مبرراً لإِهمال هذه الكلمات الفصحى التي هي قدر مشترك بين سائر العرب وأصحاب الثقافات العربية من المسلمين؟ أليست هذه الكتب هي التنفيذ العملي لاقتراح أحمد عبد السلام مندوب حكومة تونس - ولا أقول مندوب تونس - في مؤتمر مجامع اللغة العربية الذي دعا فيه إلى (أن نؤلف لكل قطر معجمًا صغيراً لا يتضمن إلَّا الألفاظ العربية الفصيحة التي بقيت مستعملة بمعناها الأصلي في لغة ذلك القطر، وأن يوصى معلمو الأحداث والعامة بالاقتصار عليها قدر المستطاع)؟
وإني لأتساءل: كيف السبيل إلى إخراج هذه الكلمات من عقول الصغار بعد أن تُنقَش في حافظتهم الغضة الحساسة؟ ثم إني أتساءل: أين يتعلم صبية العرب وشبابهم فُصحاهم الجامعة لشملهم إذا لم يتعلموها في المدارس؟ ثم إني أتعجب لما تحويه هذه الكتب - وكتب المطالعة في عمومها - من تفاهات غثة تبدد أعمار التلاميذ في سخافات لا تفيد أسلوباً ولا ثقافة ولا خلقاً. فهي لا ترتفع في معظم محتوياتها عن تسجيل الواقع اُلمسِفِّ، المنافي للدين وللخلق المهذب في كثير من الأحيان، من مثل وصف (الحاوي) وسائس القرود، وعادات الناس - وجهالهم خاصة - في زيارات الأضرحة وفي الأذكار، ووصف مجتمعاتهم في الموالد وفي المناسبات وفي الأسواق، وتسجيل أساليب الباعة المتجولين في ترويج بضائعهم ولفت المشترين إليها. لماذا نفوِّت على التلميذ فرصة التحصيل المثمر أنشطَ ما تكون حافظتهُ وأحدَّ ما تكون ذاكرتهُ قدرةً على الاستيعاب السريع العميق؟ كنا نشِبُّ على جملة من نصوص