(تي - سيدة من الشعب وجهت أحداث عصرها - العدد الثاني ص ٢٥ - ٤٢)، حيث يتكلم الكاتب عن تقوية النفوذ المصري خارج الحدود، وعن منافسة الأشوريين والبابليين والحيثيين لمصر في ذلك، وعن أساليب مصر الفرعونية في نشر نفوذها عن طريق نشر التعليم المصري. وكل ذلك لا يعين على تدعيم الثقة بين العرب ولا يلد إلَّا الشر, لأنه يدعم مزاعم الذين يعيثون بالتفريق بينهم ويشكك في أهداف مصر من وراء مساعدة إخوانها العرب ومدّهم بالمدرسين. ولا سيما إذا كان الذي ينشر هذا الكلام صحيفة تصدرها وزارة الإِرشاد القومي.
ومن أمثلة هذه المقالات المنحرفة مقال عنوانه (صراع القومية الصرية من غزو الاسكندر حتى الفتح الإِسلامي - العدد الأول ص ٣٠ - ٤٣). وهو مقال طويل كله تقديس جنوني للفرعونية وحط من قدر العرب والإِسلام، ونزول بدوافع الفتح الإِسلامي الأول في عهد الخلفاء الراشدين الذين أنقذنا الله بهم. من النار وهدى آباءنا وأجدادنا، إلى مرتبة السطو والقرصنة واللصوصية، انظر إليه كيف يتحدث عن ذي النورين، عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه، حين يضعه بين جبابرة الرومان والماليك، حيث يقول:(فالخليفة يعزل عاملاً من أعدل عماله على مصر، ثم يعرّض بسياسته المعتدلة في فرض الضرائب، قائلاً: لقد دَرَّت اللِقْحَةُ بعدك يا عَمْرو. فيجيبه أعدلُ مَنْ وَلِيَ مصر بما يُفيد أنها أضرَّت بوليدها - العدد الأول ص ٣١) ويردف ذلك بحديث مثله عن أباطرة الرومان وبكوات الماليك، يصوّر أن همهم كله كان مصروفاً لاستغلال الشعب المستعبَد والتمتع على حساب كدِّه وشقائه. والمقال كله يشف عن عداوة عميقة لكل فكرة إسلامية أو عربية. فهو يرفع ذلك العهد الفرعوني الإِقطاعي إلى مرتبة من القداسة تكاد ترد الناس إلى ضرب من الوثنية. وهو لا يوقر صحابة رسول الله الذين كان فتحهم لمصر خيراً وبركة على المصريين، إذ أنقذهم من الضلال وأدخلهم في رحمة الله بدخولهم في الإِسلام، فهو حين يتحدث عن أولئك المجاهدين في نشر كلمة الله وهداية خَلْقه، الذين عاشوا زاهدين، ثم خرجوا من الدنيا لا يملكون من حطامها شيئاً، يقرنهم بالوثنيين من الرومان واليونان، وبالفسقة