للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سرورهم بموته. وأثنى عليه تلميذه الشيخ أبو عمران الفاسي مبرزًا هذه الناحية لما قال كان سيد أهل السنة في زمانه وإمام متكلمي أهل الحق في زماننا (١).

وقال فيه أبو عمران أيضًا: رحلت إلى بغداد وكنت قد تفقهت بالمغرب والأندلس عند أبي الحسن القابسي. وأبي محمَّد الأصيلي. وكانا عالمين بالأصول. فلما حضرت مجلس القاضي أبي بكر، ورأيت كلامه في الأصول والفقه مع المؤالف والمخالف حقرت نفسي وقلت لا أعلم من العلم شيئًا. ورجعت عنده كالمبتدىء (٢). وعده الشيخ أبو إسحاق الشيرازي أكمل المجتهدين الذين لقيهم: لم أر فيمن رأيت أكمل اجتهادًا منه (٣).

لقد تأثر القاضي عبد الوهاب بشيخه أبي بكر بن الطيب تأثرًا بالغًا. يقول القاضي عياض: وتفقه عنده القاضي أبو محمَّد بن نصر، وعلق عنه، وحكى في كتبه ما شاهد من مناظراته في الفقه بين يدي ولي العهد ببغداد، للمخالفين (٤).

وأخذ القاضي عبد الوهاب عن جلة علماء عصره كالقاضي أبي القاسم عمر بن محمَّد بن سبنك البجلي البغدادي والشيخ عمر بن أحمد بن عثمان ابن شاهين البغدادي وأبي عبد الله الحسين بن محمَّد العسكري وغيرهم.

والذي ترجح عندي أنه لقي هؤلاء الشيوخ وروى عنهم الحديث. وبذلك شاركوا في زاده المعرفي. إلا أن الذين أثروا فيه تأثيرًا بالغًا ونحتوا شخصيته هم ابن القصار وابن الجلاب والباقلاني.

أما بالنسبة لشيخه ابن القصار فإن تأثيره فيه يظهر جليًا في طريقته التي جمعت بين تقرير أحكام القضايا الجزئية في مذهب مالك ومقارنتها بمذهبي الحنفية والشافعية وبمذاهب غيرهما ثم الاستدلال لمذهب مالك ومحاجة


(١) المدارك ج ٧ ص ٤٨.
(٢) المدارك ج ٧ ص و ٤٩.
(٣) طبقات الفقهاء ١٢٧.
(٤) نفس المصدر.

<<  <  ج: ص:  >  >>