للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مخالفيه كما يظهر ذلك في الإشراف على مسائل الخلاف. وفي شرحه لرسالة الشيخ أبي محمَّد بن أبي زيد وبصفة أقل في كتاب المعونة. وهو منهج كتاب عيون الأدلة لابن القصار. وبذلك عد مِم شيخه هذا أحد ركائز المذهب المالكي في العبارة الجامعة للمقدمين فيه "لولا الشيخان أبو محمَّد بن أبي زيد وأبو بكر الأبهري والمحمدان محمَّد بن سحنون ومحمد بن المواز. والقاضيان أبو الحسنَ ابن القصار وأبو محمَّد عبد الوهاب لذهب الفقه المالكي" (١).

آثار القاضي عبد الوهاب العلمية والأدبية

هو فقيه أديب. أو أديب فقيه. إذا نظرت في فقهه وجدت عالمًا متبحرًا ومؤلفًا مجيدًا. يرتب الأبواب والمسائل ترتيبًا يدلك على عقل منهجي. وعلم واسع. وملكة راسخة. وإن تاملت صياغته وجدته واضح العبارة مشرق الأسلوب. يزن الكلام بدقة ويضبط كلامه ضبط من يقدر مفهوم كل كلمة وما تشير إليه مما سنزيده بيانًا في بسط تنويه المازري بدقة القاضي. والذي بلغ به إلى هذه المرتبة الرفيعة في التأليف هو ما انضاف إلى ثقافته الفقهية الأصولية الواسعة، من ملكة شعرية نوه بها ابن بسام في الذخيرة.

تآليفه الفقهية:

١ - التلقين: وهو المتن الذي بين يديك. وهو على اختصاره من أجود ما ألف القاضي حتى اقتصر عليه ابن كثير. وقال: له كتاب التلقين يحفظه الطلبة وله غيره في الفروع والأصول (٢).

منهجه في هذا الكتاب: إنه بالمقارنة بين كتاب التلقين وبين ما وصلته يدي من كتب القاضي تبين لي: أنه تأثر في كتاب التلقين بمنهج ابن الجلاب في التفريع. وخرج كشيخه عن المنهج الذي كان يسير عليه علماء بغداد.


(١) ترتيب المدارك ج ١ص ٥٣.
(٢) البداية والنهاية ج ١٢ ص ٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>