للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الآيات أو القول (١) مضمر، {قَوْمَكَ} أي بني إسرائيل، {مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} من الشبهات إلى اليقين، {بِأَيَّامِ اللَّهِ} أيام إنجاء الله إياهم (٢).

{مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ} ومجاوزته بهم البحر وآيات أصابت القرون الماضية بأنواع العذاب على سبيل الانتقام، وفائدة التذكير بهذه الأيام هو التنبيه على استحقاق الشكر والخوف.

{وَإِذْ تَأَذَّنَ} واذكروا حالة إيذانه إياكم (٣)، والتأذن والإيذان واحد، كالتعود والإيعاد.

{فَإِنَّ اللَّهَ} قائم مقام الجزاء (٤) في هذه الحياة فلا يضرونه شيئًا فإنه غير مفتقر إلى إيمانكم وحمدكم.

{أَلَمْ يَأْتِكُمْ} حكاية عن موسى، وقيل: خطاب لهذه الأمة {وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ} الأمم المنقرضة في مشارق الأرض ومغاربها درست آثارهم وانقطعت أخبارهم، {فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ} عضوا أناملهم غيظًا (٥)، ويحتمل معنى التعجب على ما جرت به العادة في العامة كصك الوجه (٦)،


(١) في "أ": (للقول).
(٢) عامة المفسرين على أن "أيام الله" نِعَم الله عليهم، ورد ذلك عن مجاهد وسعيد بن جبير وقتادة، وقد ورد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أُبي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرفوعًا، أخرجه الطبري (١٣/ ٥٩٨)، وعبد بن حميد (١٦٨)، وأحمد بن حنبل في المسند (٥/ ١٢٢)، والبيهقي في الشعب (٨/ ٤٤) وغيرهم ولا يصح رفعه. وقال ابن كثير: وهو بالوقف أشبه. وما ذكره المؤلف من أن "أيام الله" أيام إنجاء الله إياهم من آل فرعون فهذه من النعم.
(٣) إيذانه إياكم أي إعلامه إياكم كما قاله الفراء، ومثله: أوعدني وتوعدني.
[معاني القرآن (٢/ ٦٩)].
(٤) في الأصل و "ي": (الجر).
(٥) روي ذلك عن عبد الله بن مسعود أخرجه الطبري في تفسيره (١٣/ ٦٠٥ - ٦٠٦)، وعبد الرزاق (١/ ٣٤١)، والطبراني في الكبير (٩١١٩) وغيرهم، وهو الذي رجحه الطبري.
(٦) هي رواية عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، أخرجه الطبري في تفسيره (١٣/ ٦٠٧)، وعزاه السيوطي في الدر المنثور (٤/ ٧٢) إلى ابن أبي حاتم.

<<  <  ج: ص:  >  >>