للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عينه جل في العالم، ولم يعلموا أن الله سبحانه وتعالى متعال تقدس (١) عن الازدواج والانفصال والتغير والانتقال تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.

{سَوَاءٍ} عدل (٢) وكذا سوًى وسوى. وقيل: سواء مصدر أقيم مقام الصفة ومعناه كلمة مستوية (٣)، {أَلَّا نَعْبُدَ} (٤) تفسير الكلمة ويدل عليها {اشْهَدُوا} يقتضي التمحيص في مخالفة الخصم، تقول لخصمك: اشهد عليّ بما أقول وحدث به عني (٥) من شئت. و (محاجتهم في أمر إبراهيم -عليه السلام- (٦) قد سبق في سورة "البقرة"؛ وإنما دلَّ نزول الكتابين بعده على أنه لم يكن يهوديًا ولا نصرانيًا لأنه لم يكن فيهما (٧) ذلك، ولو كان على أحدهما لذكر كما ذكر في القرآن أنه كان مسلمًا ووصفه فيهما (٨) بالطاعة والانقياد ولا محالة وهو الإِسلام، وكانوا يزعمون أن اليهودي الذي لزم السبت والنصراني الذي لزم الصليب ولم يكن هذان (٩) في عصر إبراهيم -عليه السلام- (٦). وقوله: {أَفَلَا تَعْقِلُونَ} على معنى اللوم والتسفيه.

{هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ} والمراد بمحاجتهم فيما لهم به علم زعمهم ذلك بعد التبديل والتحريف على قراءة قنبل، ومحاجتهم المشركين قبل أن


(١) في الأصل: (تقدير).
(٢) وهي قراءة عبد الله بن مسعود حيث قرأ {إلي كلمة عدل} وهي قراءة شاذة وربما هي تفسير لا قراءة.
[البحر المحيط (٢/ ٤٨٣)؛ الشواذ ص ٢١؛ الدر المصون (٣/ ٢٣٢)].
(٣) الأشهر استعمال "سواء" بمعنى اسم الفاعل، أي: مستوٍ. وبذلك فسَّرها ابن عباس فقال: إلى كلمة مستوية.
[الطبري (٥/ ٤٧٧)؛ البحر المحيط (٢/ ٤٨٣)؛ الدر المصون (٣/ ٢٣٣)].
(٤) في "ب": (أن لا نعبد).
(٥) (عني) ليست في "ب".
(٦) (السلام) ليست في "ي".
(٧) في الأصل: (فيهم).
(٨) في الأصل: (فيها).
(٩) في الأصل و"ب": (هذا).

<<  <  ج: ص:  >  >>