للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يخصهم بالخطاب، {وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ} لا يقبل إليهم بالرحمة، بل يخذلهم و (١) يعرض عنهم بلا كيفية.

{وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا} نزلت في اليهود حيث قدروا ما شاؤوا في التنزيل مضمرًا متأولين، ثم أظهروه وتلفظوا به وزعموا أنه من التنزيل أيضًا (٢) وكذلك فعلت النصارى، و (الليّ): التحريف (٣)، وتلوَّت الحية إذا تثنت، ولؤى الغريم ليًا إذا ماطل وأخلف الموعد (٤)، (الألسنة) جمع لسان وهو آلة النطق.

{مَا كَانَ لِبَشَرٍ} نزلت في وفد نجران وأحبار المدينة حيث تناظروا ثم أقبلوا على النبي - صلى الله عليه وسلم - (٥) فقالت اليهود: ما تريد منا إلا ما أراد عيسى من هؤلاء فاتخذوه ربًا، وقالت النصارى: ما تريد منّا إلا أن نتخذك ربًا كما اتخذ هؤلاء عزيرًا، ربًا فكذّب الله الطائفتين وأنزل {مَا كَانَ لِبَشَرٍ} (٦) وسعًا أو حكمًا، ويقول: نصب عطف على {أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ} (٧)، {تُعَلِّمُونَ} من


(١) في "ب": (أو).
(٢) رواه الطبري (٥/ ٥٢٢) عن ابن عباس وقتادة.
(٣) في النسخ (في التحريف)، والمثبت من "ي".
(٤) أصلُ اللَّيِّ: الفتل والقلب من قول القائل: لوى فلان يدَ فلان إذا فتلها وقلبَها، ومنه قول الشاعر [وينسب لفرعان بن الأعرف أبو منازل]: تَغَمَّدَ حقي ظالمًا، ولوى يدي ... لوى يَدَهُ الله الذي هُوَ غَالِبُهْ ثم استعمل في الرأس فقالوا: لوى رأسه أي أمال وأعرض، ومنه قوله تعالى: {لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ} [المنافقون: ٥]، ثم استعمل في اللسان كما في هذه الآية: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ} [آل عمران: ٧٨] أي يحرفونها ويزيدون، هكذا رواه البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما-.
[المحكم (١٠/ ٤٥٣)؛ اللسان (لوي ١٢/ ٣٧٠)؛ الطبري (٥/ ٥٢٢)؛ ابن كثير (١/ ٤٦٢)].
(٥) (السلام) ليست في "ي".
(٦) أخرجه ابن هشام في السيرة (٣/ ٩١)؛ وابن جرير (٥/ ٥٢٤)؛ وابن أبي حاتم (٣٧٥٦)؛ وابن المنذر (٢/ ٤٦/ در)؛ والبيهقي في الدلائل.
(٧) وقرأ ابن كثير في رواية شبل بن عباد وأبو عمرو في رواية محبوب (يقولُ) بالرفع، وخرجوها على القطع والاستئناف، لكن القراءة المشهورة هي النصب. [البحر (٢/ ٥٠٦)؛ المحرر (٣/ ١٣٧)].

<<  <  ج: ص:  >  >>