للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا} أي: لا يشاء أن يعاملهم على غير قضية حكمته (١) كإخلاف الوعد وكنقض الثواب من غير نسخ والزيادة في العقاب من غير إنذار، {يُرِيدُ} يحبّ، ومعناه: لا يحب منهم (٢) الظلم فيما بينهم، فاتصالها بما قبلها من حيث ذكر الثواب والعقاب أو من حيث ذكر الوعد والوعيد.

{وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ} اتصالها بما قبلها (٣) لأن الإساءة (٤) إلى الملوك على الإطلاق لا يكون ظلمًا ما لم يخالف الحكمة (٥) يدل عليه إحداث الآلام الدنياوية في الحيوان ابتداءً من غير خبر، وعلى المعنى الثاني من حيث ذكر الوعد والوعيد، فأعقب ذكر الملك والاستيلاء ليكون الوعد والوعيد أمكن في قلوب المخاطبين.

{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ} نتظم بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ} [آل عِمرَان: ١٠٢] إلى قوله (٦): {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا} [آل عِمرَان: ١٠٥] وما بينهم عارض، وزعم الكلبي: أنه عني بالخطاب ابن مسعود وسالمًا وحذيفة ومعاذ (٧)، وقال -عليه السلام-: "أنتم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله" (٨).


(١) في الأصل: (حكمة).
(٢) في الأصل: (منه)، وفي "ب": (بينهم).
(٣) (بماقبلها) ليست في "أ".
(٤) في "ب": (الإشارة).
(٥) في "ب" "ي": (للحكمة).
(٦) (إلى قوله) ليست في "ب".
(٧) روي أيضًا عن عكرمة قال: نزلت في ابن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وأُبي بن كعب ومعاذ بن جبل.
[أخرجه الطبري في تفسيره (٥/ ٦٧٢)؛ وعزاه السيوطي في الدر المنثور (٢/ ٦٣) إلى ابن المنذر].
(٨) الحديث رواه الترمذي (٣٠٠١)؛ وابن ماجه (٤٢٨٧)؛ والنسائي في الكبرى (١١٤٣١)؛ والإمام أحمد (٤/ ٤٤٦ - ٤٤٧؛ ٣/ ٥٥٣)؛ وفي الفضائل (١٧١٠)؛ وعبد بن حميد (٤٠٩، ٤١١)؛ وابن المبارك في الزهد (٣٨٢)؛ وفي المسند (٦٠١)؛ والدارمي (٢٧٦٠)؛ والروياني (٩٢١، ٩٢٤، ٩٣٧)؛ والطبراني في الكبير (١٩/ ٤١٩ - ٤٢٧)؛ وفي الأوسط (١٤١٥، ٦٤٠٢)؛ والبيهقي (٩/ ٥). =

<<  <  ج: ص:  >  >>