للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ} إنما ذكر الرسول ليعلم أن أوامره شريعة واجبة وإن لم ينطق بها الكتاب لتقرير الله ذلك بتبقيته إعجازه، وقد تواترت الأخبار أنه -عليه السلام- (١) قال: "أوتيت الكتاب ومثله مرتين" (٢).

وذكر أولي الأمر في النساء ليعلم أنه يترك الاجتهاد لاجتهادهم وأن لهم إقامة الجمعة والعيد والفيء والحدود، وإن وقع التنازع (٣) في شيء رجحوا إلى كتاب الله وسنة رسوله.

{وَسَارِعُوا} المسارعة إلى الجنة وهي مسابقة بعض الناس بعضًا أو مسابقتهم انقضاء الأجل إلى عمل يوجب الجنة، فقيل: إنه التوبة، وقيل: الغزو، وقيل: الهجرة، وقيل: الوقوف على قضية الأمر والنهي، وقيل: الجمعة والجماعات. وعن سعيد بن جبير: الطاعة (٤)، وعن أنس بن مالك: التكبيرة الأولى (٥)، وعن عثمان: الإخلاص في العمل، وعن علي: الفرائض.

{عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ} أي: كعرض السماوات، وإنما حذف لعدم الإيهام


= وهي مصدر في موضع الحال كما قال أبو البقاء. والضعف مثل قدرين متساويين، وقيل مثل الشيء في المقدار، ويقال: ضعف الشيء: مثله ثلاث مرات، إلا أنه إذا قيل "ضعفان" فقد يطلق على الاثنين المثلين في القدر من حيث إنَّ كل واحد يضعف الآخر.
[الإملاء (١/ ١٤٩)؛ البحر المحيط (٢/ ٢٥٢)؛ الدر المصون (٣/ ٥١٢)].
(١) (السلام) في "ي".
(٢) رواه أبو داود (٤٦٠٤)؛ والإمام أحمد (٤/ ١٣٠)؛ والطبراني في الشاميين (١٠٦١)؛ والمروزي في السنة (٤٠٣،٢٤٤)؛ والخطيب في الكفاية (١/ ٨٠)؛ وابن عبد البر في التمهيد (١/ ١٤٩ - ١٥٠) بلفظ: "ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ... " الحديث عن المقدام بن معدي كرب وسنده صحيح.
(٣) في الأصل: (الشارع).
(٤) رواه ابن أبي حاتم (١٤٢١/ حكمت) قال: سارعوا بالأعمال الصالحة.
(٥) رواه ابن المنذر (٩٢١) عن أنس قال: التكبيرة الأولى، وذكره القرطبي (١٧/ ٢٠٦) عن
مكحول.

<<  <  ج: ص:  >  >>