للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نجوت، فقالى بعضهم: ألا يعطف عليه رجل؟ فقال -عليه السلام- (١): "دعوه" حتى إذا دنا تناول حربة من الحارث بن الصمة ثم عطف عليه وأشار بها إلى عنقه فخدش خدشة، وقد هراء عن فرسه يقول: قتلني محمَّد! وأحاطت به قريش تقول: ما بك بأمر، وهو يقول: بلى، فإن محمدًا كان توعدني أن يقتلني، فلو بزق علي بعد مقالته تلك لقتلني، فكان كما قال ولم يبلغ مكة (٢).

ولما انتهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٣) فم الشعب استقبلته فاطمة معها قربة من ماء وغسلت الدم عن وجهه، ثم جيء بعلي وعليه نيف وستون جراحة من طعنة ورمية وضربة، فجعل رسول الله يمسحها بإذن الله - صلى الله عليه وسلم - (٢) فتلتئم بإذن الله كأن لم تكن، وجيء حمزة وسائر الشهداء فصلى عليهم رسول الله حتى كبر سبعين تكبيرة (٤)، فلما فرغ رسول الله من صلاته مال نساء المدينة يبكين موتاهن، قال: "أما حمزة لا بواكي عليه (٥) "، له. فبكت نساء المدينة حمزة أولًا، ثم بكين قتلاهن (٦) (٧) وصار ذلك عادة لهن إلى يومنا هذا.

(مداولة الأيام): صرفها وإدارتها (٨)، {وَلِيَعْلَمَ} عطف على المعنى


(١) (السلام) ليست في "ي".
(٢) سيرة ابن هشام (٣/ ٣٨ - ٣٩).
وذكره الطبري في تاريخه (٢/ ٥١٨)، وكذا ابن كثير في البداية والنهاية (٤/ ٣٩ - ٤٠) عن ابن إسحاق.
(٣) (- صلى الله عليه وسلم -) (من "ب".
(٤) سيرة ابن هشام (٥٥٣)؛ وعنه ابن كثير في تاريخه (٤/ ٤٥).
(٥) (عليه) من الأصل.
(٦) في الأصل و"ي": (قتلهن).
(٧) رواه الإمام أحمد (٢/ ٤٠، ٨٤)؛ وابن ماجه (١٥٩١)؛ وابن أبي شيبة (١٢١٢٧، ٣٦٧٥٤)؛ والطحاوي في شرح معاني الآثار (٤/ ٢٩٣)؛ وأبو يعلى (٣٥٧٦، ٣٦١٠)؛ وابن سعد (٣/ ١٧)؛ والطبراني في الكبير (٢٩٤٤)؛ والحاكم (١/ ٥٣٧؛ ٣/ ٢١٥، ٢١٧)، وعنه البيهقي في سننه الكبير (٤/ ٧٠)، والحديث صحيح ثابت.
(٨) أصل المداولة: المناوبة على الشيء والمعاودة وتعهد الشيء مرة بعد أخرى، ومنه قوله الشاعر:
يرد المياهَ فلا يزالُ مداولًا ... في الناسِ بين تمثُّلٍ وسَمَاعِ
[شواهد الكشاف (٤/ ٣٩)؛ الإملاء (١/ ١٥٠)].

<<  <  ج: ص:  >  >>