للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا يكون اليوم قتال، ولو (١) علمنا أن اليوم قتال لكنا معكم، وإنما جعلهم يومئذٍ إلى الكفر أقرب؛ لأن المراد ظاهرهم، كانوا قبل ذلك إلى الإيمان أقرب بما يظهرون من موالاة المؤمنين فصاروا يومئذٍ إلى الكفر أقرب لإظهارهم العداوة والخذلان، ولو كان باطنهم مرادًا لكانوا يومئذٍ وقبله وبعده سواء في كونهم كفارًا على الحقيقة عند الله.

{الَّذِينَ} نصب بدل عن الأول (٢) لإخوانهم في النسبة وبني أعمامهم، وقيل: إخوانهم في النفاق، الذين قاتلوا رياءً لا جهادًا فقتلوا، و (القعود): الجلوس، ومجازه التخلف عن السعي في الأمور، {قُلْ فَادْرَءُوا} ادفعوا الموت المكتوب عليكم {عَنْ أَنْفُسِكُمُ}، {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} أنهم لو قعدوا لصرفوا القتل المكتوب عليهم عن أنفسهم.

{أَحْيَاءٌ} رفع لأنه خبر مبتدأ محذوف تقديره: بل هم أحياء، وقال


(١) في "ب": (وإن).
(٢) ما ذكره المؤلف من أن "الذين" بدل من "الذين نافقوا" الأولى، وهو اختيار ابن جرير في تفسيره.
والوجه الثاني في النصب هو النصب على الذم، والتقدير: أذم الذين قالوا.
والوجه الثالث في النصب: أنه صفة لهم.
أما من ذهب أنها في محل رفع فمن ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: أن يكون مرفوعًا لخبر مبتدأ محذوف، التقدير: هم الذين.
والوجه الثاني في الرفع: أنه بدل من واو"يكتمون".
والوجه الثالث: أنه مبتدأ والخبر قوله: {قُلْ فَادْرَءُوا} [آل عِمرَان: ١٦٨] ولا بد من حذف عائد تقديره: قل لهم فادرؤوا.
وهناك من جعلها في محل جر من وجهين:
الوجه الأول: أنها بدل من الضمير في "بأفواههم".
والوجه الثاني: أنها بدل من الضمير في "قلوبهم" كقول الفرزدق:
على حالةٍ لو أَنَّ في القومِ حاتمًا ... على جوده لضنَّ بالماءِ حاتمِ
بجرِّ حاتم على أنه بدل من الهاء في "جوده".
[ابن جرير الطبري (٦/ ٢٢٤)؛ البحر (٣/ ١١١)؛ إعراب القرآن/ محيي الدين الدرويش (٢/ ١٠٤)؛ الدر المصون (٣/ ٤٧٩)].

<<  <  ج: ص:  >  >>