للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عن الإنفاق في الجهاد (١)، و (البخل): الشح، وضده السخاوة، وفي الحديث: "إن البخل والجبن لا يجتمعان في قلب مومن" (٢)، {سَيُطَوَّقُونَ} أي: يجعل ذلك طوقًا في أعناقهم، جاء في التفسير أنه يجعل شجاعًا أقرع فيطوق به البخيل الذي يمنع الواجبات (٣)، و (الميراث): اسم من ورث، كالميزان من وزن.

{لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ} نزلت في فنحاص بن عازور اليهودي من بني قينقاع، وذلك أن أبا بكر الصِّديق - رضي الله عنه - قرأ ذات يوم {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} [البقرة: ٢٤٥] فقال اليهودي على وجه الاستهزاء: لئن كنت صادقًا فإن الله إذًا لفقير (٤)، فلطم أبو بكر وجهه، فرفعٍ اليهودي ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأنكر قول نفسه، فأنزل الله تصديقًا للصدِّيق وتقريعًا لليهودي (٥)، والآية تدل على أنه لا يجوز أن يوصف الله بما لا يليق به جدًا ولا هزلًا ولا على وجه التشنيع تعظيمًا له، {سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا} في نسخ أعمالهم، و (القتل) معطوف على {مَا قَالُوا} ونقول عند إدخالهم النار أو عند استصراخهم فيها: {ذُوقُوا} {الْحَرِيقِ}: اسم من الإحراق.


(١) ذكره الحافظ في "الفتح" (٨/ ٢٣٠) في معرض ردِّه على قول الواحدي السابق.
(٢) جاء في الحديث: "لا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد مؤمن". [رواه النسائي (٦/ ١٣)؛ وفي الكبرى (٤٣١٩)؛ والإمام أحمد (٢/ ٤٤١)؛ والبخاري في الأدب (٢٨١)؛ وهناد في الزهد (٤٦٧)؛ وابن أبي شيبة (٢٦٦٠٨)؛ والطيالسي (٢٤٦١)؛ ومحمد بن نصر في الصلاة (٤٥٩، ٤٦٠)؛ والطبراني في الأوسط (٥٨٧٨)؛ والبيهقي في السنن (١٦١٨)؛ وفي شعب الإيمان (١٠٨٢٨)].
وفي رواية لابن عدي في الكامل (٥/ ١٩٦٦): "لا يجتمع الإيمان والبخل في قلب رجل مؤمن".
(٣) رواه البخاري (٣/ ٢٦٨، ٢٣٠ - الفتح).
(٤) في الأصل و"ي": (فقير).
(٥) رواه الطبري (٦/ ٢٧٨)؛ وابن أبي حاتم (٤٥٨٩)؛ والطحاوي في مشكل الآثار (١٨٣٠) عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، وذكره الواحدي في أسباب النزول ص ٩٨، وحسَّنَهُ الحافظ في الفتح (٨/ ٢٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>