للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكراهة و (ما) بمعنى (١) (من) كقوله: {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (٥)} [الشمس: ٥]، وقوله: {وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء: ٢٣].

{مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} معدولات من اثنتين واثنين وثلاثة وثلاث وأربعة وأربع، وإنما لم يقل اثنتين وثلاثًا وأربعًا لئلا يوهم التسع، وإنما لم يقل أو ثلاث (٢) أو رباع لأن فيه ليس معناه اثنتين فتوهم الجمع ولكن معناه اثنتين اثنتين وكذلك معنى ثلاث ورباع وإن لم يقل ومثلث ومربع ولا اثنان وثلاث ورباع ليجمع بين اللغتين (٣). {أَلَّا تَعْدِلُوا} بين النساء في القسمة {فَوَاحِدَةً} أي فاختاروا وعاشروا {أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} ما حل لكم من الحرائر ذوات الأرحام وأمهات الرضاع وأخوات الرضا عة (٤) والمشركات والذكور {أَلَّا تَعْدِلُوا} لا تجرؤوا ولا تعتدوا، و (العول): مجاوزة (٥) الحد، وفيه العول في


(١) وهي قراءة ابن أبي عبلة حيث قرأ "مَنْ طاب" على أنها بمعنى "الذي" فتكون للعاقل. والوجه الثاني في إعراب "ما" أنها نكرة موصوفة وهو قول البصريين، والتقدير: انكحوا جنسًا طيبًا. الوجه الثالث: أن "ما" مصدرية وهو قول الفراء وذلك المصدر واقع موقع اسم الفاعل والتقدير: فانكحوا الطيب. والوجه البرابع: أنها ظرفية والتقدير: فانكحوا مدة يطيب فيها النكاح لكم.
[البحر المحيط (٣/ ١٦٢)، إعراب القرآن للنحاس (٢/ ٣٩٢)، الدر المصون (٣/ ٥٦١)].
(٢) (أو ثلاث) ليست في "أ".
(٣) هذه الألفاظ "مثنى وثلاث ورباع" المعدولة فيها خلاف هل يجوز فيها القياس أم يقتصر فيها على السماع، فالبصريون يقولون بعدم القياس، أما الكوفيون فيجيزون ذلك فيقولون أحاد وموحد ... إلخ. ومنعها من الصرف فيه أربعة مذاهب:
الأول - وهو مذهب سيبويه: أنها منعت من الصرف للعدل والوصف.
المذهب الثاني - هو مذهب الفراء: وهو العدل والتعريف بنية الألف واللام.
والمذهب الثالث - وهو مذهب أبي إسحاق الزجاج: وهو عدلها عن عدد مكرر وعن التأنيث.
والمذهب الرابع - نقله الأخفش عن بعض النحويين أنه تكرار العدل حيث عدل عن لفظ اثنين اثنين وعن معناه.
[معاني القرآن للفراء (١/ ٢٥٤)، الكتاب (٢/ ١٥)، معاني القرآن للزجاج (٥١٢)].
(٤) (وأخوات الرضاعة) ليست في "أ".
(٥) وهذه الألفاظ الثلاثة تجتمع في معنىً واحد وهو الميل عن الحق، وهذا تفسير =

<<  <  ج: ص:  >  >>