للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَجُوزٍ لَهُمْ، قَالَتْ: رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَخْتَلِفُ إِلَى صِرْمَةِ أَبِي [١] قَيْسٍ الْأَنْصَارِيِّ، وَكَانَ يَرْوِي هَذِهِ الْأَبْيَاتَ:

ثَوَى فِي قُرَيْشٍ بِضْعَ عَشْرَةَ حِجَّةً ... يُذَكِّرُ لَوْ أَلْفَى [٢] صَدِيقًا مُوَاتِيَا

وَيَعْرِضُ فِي أَهْلِ الْمَوَاسِمِ نَفْسَهُ ... فَلَمْ يَرَ مَنْ يُؤْوِي وَلَمْ يَرَ دَاعِيَا

فَلَمَّا أَتَانَا وَاطْمَأَنَّتْ بِهِ النَّوَى [٣] ... وَأَصْبَحَ مَسْرُورًا بِطِيبَةَ رَاضِيَا

وَأَصْبَحَ مَا يَخْشَى ظَلَامَةَ ظَالِمٍ ... بَعِيدٍ وَلَا يَخْشَى مِنَ النَّاسِ بَاغِيَا [٤]

بَذَلْنَا الْأَمْوَالَ مِنْ جُلِّ [٥] مَالِنَا ... وَأَنْفُسَنَا عِنْدَ الْوَغَى وَالتَّآسِيَا

نُعَادِي الَّذِي عَادَى مِنَ النَّاسِ كُلِّهِمْ ... جَمِيعًا وَإِنْ كَانَ الْحَبِيبَ الْمُوَاسِيَا [٦]

وَنَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ لَا شَيْءَ غَيْرُهُ ... وَأَنَّ [٧] كِتَابَ اللَّهِ أَصْبَحَ هَادِيَا [٨]

وَقَالَ عَبْدُ الْوَارِثِ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَهُوَ مُرْدِفٌ أَبَا بَكْرٍ، وَأَبُو بَكْرٍ شَيْخٌ يُعْرَفُ، وَنَبِيُّ اللَّهِ شَابٌّ لَا يُعْرَفُ- يُرِيدُ دُخُولَ الشَّيْبِ فِي لِحْيَتِهِ دُونَهُ لَا فِي السِّنِّ- قَالَ أَنَسٌ:

فَيَلْقَى الرَّجُلُ أَبَا بَكْرٍ فَيَقُولُ: يَا أَبَا بَكْرٍ مَنْ هَذَا الرجل الّذي بين يديك؟


[١] في الأصل و (ع) والمنتقى لابن الملا (بن) بدل (أبي) الموجودة في تاريخ الطبري (٢/ ٣٨٥) والاكتفاء للكلاعيّ، وصرمة هو ابن أبي أنس أخي بني عديّ بن النّجّار.
[٢] كذا بالأصل و (ع) والمنتقى لابن الملا، ودلائل النبوّة للبيهقي. وفي تاريخ الطبري والسيرة لابن هشام (يلقى) .
[٣] في تاريخ الطبري: «فلما أتانا أظهر الله دينه» . وفي الاستيعاب: «واستقرّت» بدل «واطمأنّت» .
[٤] البيت هكذا في الاستيعاب، وتختلف ألفاظه في تاريخ الطبري وسيرة ابن هشام وسيرة ابن كثير.
[٥] في السيرة «حلّ» .
[٦] في السيرة «المصافيا» ، وفي الاستيعاب «المواتيا» .
[٧] هذا الشطر في الاستيعاب، أمّا في السيرة وتاريخ الطبري: «ونعلم أنّ الله أفضل هاديا» .
[٨] الأبيات وغيرها في سيرة ابن هشام ٢/ ٢٥٥، تاريخ الطبري ٢/ ٣٨٥- ٣٨٦، الاستيعاب ٢/ ٢٠٣- ٢٠٤، دلائل النبوّة للبيهقي، وسيرة ابن كثير ٢/ ٢٨٣.