للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَقُتِلَتْ سَرَاتُهُمْ [١]- يَعْنِي وَجُرِّحُوا- قَدَّمَهُ اللَّهُ لِرَسُولِهِ فِي دُخُولِهِمْ فِي الْإِسْلَامِ [٢] أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [٣] .

ذِكْرُ مَبْدَأِ خَبَرِ الْأَنْصَارِ وَالْعَقَبَةِ الْأُولَى

قَالَ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعِجْلِيُّ: ثنا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَلْبِيُّ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ أَبِي عَبْسِ بْنِ جَبْرٍ [٤] ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعَتْ قُرَيْشٌ قَائِلًا يَقُولُ فِي اللَّيْلِ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ:

فَإِنْ يُسْلِمِ السَّعْدَانِ يُصْبِحْ مُحَمَّدٌ ... بِمَكَّةَ لَا يَخْشَى خِلَافَ الْمُخَالِفِ

فَلَمَّا أَصْبَحُوا قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: مَنِ السَّعْدَانِ؟ سَعْدُ بْنُ بَكْرٍ، أَوْ سَعْدُ بْنُ تَمِيمٍ؟ [٥] فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلَةِ الثانية سمعوا الهاتف يقول:

أبا سَعْدُ سَعْدَ الْأَوْسِ كُنْ أَنْتَ نَاصِرًا ... وَيَا سَعْدُ سَعْدَ الْخَزْرَجَيْنِ الْغَطَارِفِ

أَجِيبَا إِلَى دَاعِي الْهُدَى وَتَمَنَّيَا ... عَلَى اللَّهِ فِي الْفِرْدَوْسِ مُنْيَةَ عَارِفِ

فَإِنَّ ثَوَابَ اللَّهِ لِلطَّالِبِ الْهُدَى ... جِنَانٌ مِنَ الْفِرْدَوْسِ ذَاتُ رَفَارِفِ

فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: هُوَ وَاللَّهِ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، وَسَعْدُ بْنُ عبادة [٦] .


[١] عند البخاري «سرواتهم» .
[٢] قال السمهودي في وفاء ألوفا ١/ ١٥٥ طبعة الآداب: «ومعناه أنه قتل فيه من أكابرهم من كان لا يؤمن أن يتكبّر ويأنف أن يدخل في الإسلام لتصلّبه في أمر الجاهلية ولشدّة شكيمته حتى لا يكون تحت حكم غيره» .
[٣] في الصحيح ٤/ ٢٢١ في مناقب الأنصار، باب مناقب الأنصار وقول الله عز وجل وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا ٨: ٧٢ وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ من قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا ٥٩: ٩، و ٤/ ٢٣٧- ٢٣٨ باب أيام الجاهلية، و ٤/ ٢٦٥- ٢٦٦ باب مقدم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه المدينة، ورواه أحمد في المسند ٦/ ٦١.
[٤] في الأصل «أبي عيسى بن خير» ، والتصحيح من الاستيعاب وتاريخ الطبري وتهذيب التهذيب.
[٥] في تاريخ الطبري «سعد بكر، سعد تميم، سعد هذيم» .
[٦] تاريخ الطبري ٢/ ٣٨٠- ٣٨١.