للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[هزيمة القَرْمَطيّ أمام بدر الحمامي]

وفي رمضان وصل القَرْمَطيّ أَيْضًا إلى دمشق، فخرج لقتاله بدر الحمامي صاحب ابن طولون فهزم القَرْمَطيّ، ووضع في أصحابه السيف وهرب الباقون في البادية. وبعث المُكْتَفِي في أثر صاحب الشامة الحُسَيْن بن حَمْدَان والقوّاد [١] .

وَقِيلَ: إنما كانت الوقعة بين بدر والقرمطي بأرض مصر. وأن القَرْمَطيّ انهزم إلى الشام في نفرٍ يسير. فسار على الرَّحْبة وهيت [٢] ، فنهب وسبى، ومضى إلى الأهواز [٣] .

[مقتل يَحْيَى بن زَكْرَوَيْه القَرْمَطيّ]

وفيها قُتل أبو الْقَاسِم يَحْيَى بن زَكْرَوَيْه بن مهرويه القَرْمَطيّ المعروف بالشيخ، وبالمُبَرْقَع. وكان يسمي نفسه كذِبًا وبُهْتانًا: عَليّ بْن أَحْمَد بْن محمد بْن عَبْد الله بن الحسين. وكان من دعاة القرامطة [٤] .

قيل: إن بدر الحمامي لقيه بحوران فِي هذه السنة، فاقتتلوا قتالًا عظيما، فقتل، فقام أخوه موضعه.

وكان سبب قتله أن بربريًا رماه بمِزْراقٍ، واتبعه نفّاط فأحرقه بالنار في وسط القتال، فنصب أصحابه أخاه الحُسَيْن بن زَكْرَوَيْه، ويسمّى بصاحب


[ () ] والحدائق ج ٤ ق ١/ ١٨٥، ١٨٦، وتاريخ أخبار القرامطة ٢٣، والمنتظم ٦/ ٣٩، والكامل ٧/ ٥٢٦، ونهاية الأرب ٢٣/ ١٦، والدّرّة المضيّة ٧١، ٧٢، والمختصر في أخبار البشر ٢/ ٦٠، وولاة مصر للكندي ٢٦٧، والولاة والقضاة، له ٢٤٣، وتاريخ ابن خلدون ٤/ ٣٠٩، والعبر ٢/ ٨٤، ودول الإسلام ١/ ١٧٥، وتاريخ ابن الوردي ١/ ٢٤٧.
[١] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري ١٠/ ١٠٤، والتنبيه والإشراف ٣٢٢، وتاريخ أخبار القرامطة ٢٣، والكامل ٧/ ٥٢٦.
[٢] هيت: بالكسر، بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار، (معجم البلدان ٥/ ٤٢١) .
[٣] العبر ٢/ ٨٥، مرآة الجنان ٢/ ٢١٧، ٢١٨.
[٤] تقدّم خبر مقتل يحيى بن زكرويه قبل قليل، انظر:
تاريخ الطبري ١٠/ ٩٩، والتنبيه والإشراف ٣٢٢، وتجارب الأمم ٥/ ٣٣، والعيون والحدائق ج ٤ ق ١/ ١٨٣، ١٨٤، وتاريخ أخبار القرامطة ١٩، ٢٠، والمنتظم ٦/ ٣٨، والكامل ٧/ ٥٢٣، والمختصر في أخبار البشر ٢/ ٥٩، ودول الإسلام ١/ ١٧٥، وتاريخ ابن الوردي ١/ ٢٤٧، والبداية والنهاية ١١/ ٩٦، وتاريخ الخميس ٢/ ٣٨٥.