للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجهه، وقال: بقرابتك من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلّا ما عفوت عنّي، وتركتني أعيش في الدّنيا، فإنّ الخوف منك قد برّح بي [١] .

[نقضْ سور بغداد]

وأمّا بكبة شِحْنة بغداد، فإنّه أمر بنقْض السُّور ببغداد، فنُقِض مواضع كثيرة. وقال: عَمَّرتموه بفرح، فانقضوه لذلك.

وضربت لهم الدّبادب [٢] ، وردّوا الباب الحديد الّذي أُخِذ من جامع المنصُور إلى مكانه [٣] .

[قتل الباطنيَّة الخليفة المسترشد]

وقدِم رسولٌ ومعه عسكر يستحثّ مسعود أمر جهة عمّه على إعادة الخليفة إلى بغداد، فجاء في العسكر سبعة عشر [٤] من الباطنيَّة، فذُكر أنّ مسعودًا ما علم بهم، فاللَّه أعلم، فركب السّلطان والعساكر لتلقي الرسول، فهجمت الباطنيَّة على الخليفة، ففتكوا به رحمه الله، وقتلوا معه جماعة من أصحابه، فعلم العسكر، فأحاطوا بالسُّرادق فخرج الباطنيَّة وقد فرغوا من شُغلهم، فقُتِلَوا.

وجلس السّلطان للعزاء، ووقع النّحيب والبكاء، وذلك على باب مراغة، وبها دفن [٥] .


[١] المنتظم ١٠/ ٤٨ (١٧ (٢٩٨) ، الكواكب الدرّية ١٠١.
[٢] الدبادب: الطبول.
[٣] المنتظم ١٠/ ٤٨، ٤٩ (١٧/ ٢٩٨) .
[٤] جاء في التاريخ الباهر ٥٠: «فهجم على الخليفة أربعة عشر نفرا من الباطنية، وبقي خارج الخيمة عشرة رجال» .
[٥] انظر عن مقتل المسترشد في: الإنباء في تاريخ الخلفاء ٢٢١، والكامل في التاريخ ١١/ ٢٧، والتاريخ الباهر ٥٠، وزبدة التواريخ ٢٠٨، ووفيات الأعيان ٥/ ٢٠١، وتاريخ دولة آل سلجوق ١٦٦، وتاريخ الزمان ١٤٨، وتاريخ مختصر الدول ٢٠٤، والفخري ٣٠٣، وبغية الطلب (قسم السلاجقة) ٢٤٨، والمختصر في أخبار البشر ٣/ ٩، والعبر ٤/ ٧٦، ٧٧، والدرّة المضيّة ٥١٧، وتاريخ الخميس ٢/ ٤٠٤، وتاريخ ابن خلدون ٣/ ٥١٠، والكواكب الدرّيّة ١٧، ١٠٢، والبداية والنهاية ١٢/ ٢٠٨، وأخبار الدول ٢/ ١٧٠، والإعلام بوفيات الأعلام ٢١٧، وسير أعلام النبلاء ١٩/ ٥٦١.