للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[[ظهور الماء ببيت المقدس]]

وفيها ورد كتاب قاضي القدس إلى السّلطان يخبر بظهور الماء ببيت المقدس.

وسبب ذلك أنّ الماء انتزح من بئر السّقاية وبقي الوحْل، وعظُمت مَشَقَّة النّاس لأجل الوضوء، وأنّ القاضي حضر بنفسه إلى البئر، ثمّ نزل فأخبر أنّه شاهد قناة مسدودة بالرّدم من عهد بُخْتَ نَصَّر الّذي هدم بيت المقدس.

قال: فدخلتُ الصّخرة وأنا مهمومٌ بسبب إعواز الماء، فاجتمعت بالأمير علاء الدّين الرّكْنيّ الأعمى، فجرى الحديث، واتّفق الرّأي على إحضار بنّائين من غزَّة، وكشف القناة السُّليمانيّة [١] ، فحضروا فكشفوا الرّدم أوّلا فأوّلا إلى أن وصلوا إلى الجبل الّذي تحت الصّخرة المباركة، فوجدوا بابا مُقَنْطَرًا، ففتحوا رَدْمَه وإذا هم بالماء، ففار على جماعة بقوّة كاد أن يغرّقهم، فهربوا وصعدوا في الجبال، وذلك في ذي الحجّة من السّنة [٢] .

نقل هذا الكتاب محيي الدّين ابن عبد الظّاهر في «سيرة الملك الظّاهر» [٣] ، ثمّ قال: وجدتُ في كتاب «دير يامين» [٤] من تواريخ النّصارى أنّ ملك المَوْصِل لمّا قصد أوراشلم- يعني بيت المقدس- في جيوشه اتّفق حزقيال هو وجماعتُه على دفْن المياه الّتي ببيت المقدس، فدفنوا جميعَ الينابيع الّتي بها، وعَفّوا أثَرَها لئلّا يتقوّى عليهم ملك المَوْصِل سنحاريب بتلك المياه [٥] .


[١] منسوبة إلى النبيّ سليمان عليه السلام.
[٢] نهاية الأرب ٣٠/ ١٤٩، ١٥٠، الروض الزاهر ٢٨٨ (في حوادث سنة ٦٦٦ هـ) ، المختار من تاريخ ابن الجزري ٢٦٧.
[٣] الروض الزاهر ٢٨٨.
[٤] في المطبوع من الروض: «يامين» .
[٥] المختار من تاريخ ابن الجزري ٢٦٧، وفي الروض الزاهر ٢٨٩ «سحاريب» .