للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ماءها، فرجَّل الأسماء الكاذبة الراكبة على المنابر، وأعِزّ بتأييدٍ إبراهيميّ، فكسّر الأصنام الباطنيّة بسيفه الطّاهر» [١] .

[سماع صلاح الدين «الموطّأ» فِي الإسكندرية]

وقال العماد الكاتب: توجّه السّلطان إلى الإسكندريّة، وشاهد الأسوار الّتي جدَّدها، وقال: نغتنم حياة الْإِمَام أَبِي طاهر بْن عون. فحضرنا عنده وسمعنا عَلَيْهِ «الموطّأ» .

وكتب إليه القاضي الفاضل يُهنيه ويقول: أدام اللَّه دولة الملك النّاصر سلطان الْإِسْلَام والمسلمين، مُحيي دولة أمير المؤمنين، وسعْده برحلته للعِلْم، والإثابة عليها. ( ... ) [٢] وفي اللَّه رحلته، وفي سبيل اللَّه يوماه: يوم سَفَك دم المحابر تحت قلمه، ويوم سَفَك دَم كافرٍ تحت عَلَمِه. ففي الأوّل يطلب حديث المصطفى، فيجعل أثره عينا لَا تُسْتر، وفي الثّاني يحفل لنُصرة شريعة هداه على الضّلال فيجعل عينه أثرا لَا يظهر.

إلى أن قَالَ: وما يحسب المملوك أنّ كاتب اليمين كتب لملك رحلة قطّ فِي طلب العِلْم إلَّا للرشيد، فرحل بولديه الأمين والمأمون لسماع هذا «الموطّأ» الَّذِي اتّفقت الهمّتان الرشيديّة والنّاصريّة على الرغبة فِي سماعه، والرحلة لانتجاعه.

وكان أصل «الموطّأ» بسماع الرشيد على مالك فِي خزانة المصريّين، فإنْ كان قد حصل، وإلا فَلْيُلْتَمس.

[تقليد الخليفة البلادَ لصلاح الدين]

وفِيهَا أرسِل شَيْخ الشّيوخ صدْر الدّين عَبْد الرَّحِيمَ، وبشير المستنجديّ الخادم إلى السّلطان صلاح الدّين بتقليد ما بيده من البلاد، وهو من إنشاء قِوام


[١] تاريخ الخلفاء ٤٥٢.
[٢] في الأصل بياض.