للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منصورين ظافرين بعزْم أمير الجيوش [١] .

[تعاظم الفتنة بين السُّنّة والشِّيعة]

وفيها عظُمت البليّة ببغداد بين السُّنّة والشِّيعة، وقُتِل بينهم بَشَرٌ كثير، وركب شِحْنة بغداد ليكفّهم فعجز، وذلّت الرَّافضة بإعانة الخليفة أعوانه عليهم، وأجابوا إلى إظهار السُّنّة، وكتبوا بالكَرْخ على أبواب مساجدهم: خير النّاس بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبو بكر، ثمّ عمر، ثمّ عثمان، ثمّ عليّ. فعظُمَ هذا على جهلتهم وشُطّارهم، فثاروا ونهبوا شارع ابن أبي عَوْف، وفي جملة ما نهبوا دار المحدّث أبي الفضل بن خَيْرُون، فذهبَ مستصرخًا ومعه خلْق، ورفعت العامّة الصُّلْبان، وهجموا على الوزير وما أَبَوْا ممكنًا. وقُتِل يومئذٍ رجل هاشميّ بسهمٍ غرْبٍ، فقتلت السُّنّة عِوَضَه رجلًا علويًّا واحرقوه. وجَرَت أمور قبيحة، فطلب الخليفة من صدقة بن مَزْيَد عسكرًا، فبعث عسكرًا، وتتبَّعوا المفسدين إلى أن خمدت الفتنة [٢] .

[[القحط بإفريقية]]

وفيها كان بإفريقيّة قحطٌ وحروب، ثمّ أمِنوا ورخصت الأسعار [٣] .

[بناء المدرسة التّاجيّة ببغداد]

وفيها عُمِلت ببغداد مدرسة لتاج المُلْك مستوفي الدّولة بباب أبرز، ودرّس بها أبو بكر الشّاشيّ، وتعرف بالمدرسة التّاجيّة [٤] .


[١] انظر عن (جبيل) في: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ١٢٠، وأخبار مصر لابن ميسّر ٢/ ٢٨، والكامل في التاريخ ١٠/ ١٧٦ (وكلها في حوادث سنة ٤٨٢ هـ.) ، ونهاية الأرب ٢٨/ ٢٣٨، ودول الإسلام ٢/ ١١، وتاريخ سلاطين المماليك ٣، واتعاظ الحنفا ٢/ ٣٢٦.
[٢] المنتظم ٩/ ٤٧، ٤٨ (١٦/ ٢٨٢- ٢٨٤) ، الكامل في التاريخ ١٠/ ١٧٦، ١٧٧ (حوادث سنة ٤٨٢ هـ.) ، العبر في خبر من عبر ٣/ ٣٠١، ٣٠٢، دول الإسلام ٢/ ١١، سير أعلام النبلاء ١٨/ ٣٢٢، مرآة الجنان ٣/ ١٣٤، البداية والنهاية ١٢/ ١٣٥ (حوادث سنة ٤٨٢ هـ.) ، شذرات الذهب ٣/ ٣٦٧.
[٣] الكامل في التاريخ ١٠/ ١٧٩ (حوادث سنة ٤٨٢ هـ.) ، البيان المغرب ١/ ٣٠٢.
[٤] الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني ٢٠٤، الكامل في التاريخ ١٠/ ١٨٠ (حوادث سنة ٤٨٢ هـ.) ، تاريخ دولة آل سلجوق ٧٨، البداية والنهاية ١٢/ ١٣٥ (حوادث سنة ٤٨٢ هـ.)