للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال قُطْبُ الدّين [١] : كان بركة يميل إلى المسلمين، وله عساكر عظيمة ومملكة تفوق مملكة هولاكو من بعض الوجوه. وكان يعظّم العلماء، ويعتقد في الصّالحين، ولهُم حُرمة عنده. من أعظم الأسباب لوقوع الحرب بينه وبين هولاكو كونه قتل الخليفة. وكان يميل إلى صاحب مصر ويعظّم رُسُلَه ويحترمهم وتوجّه إليه طائفةٌ، من أهل الحجاز فوصلهم وبالغ في احترامهم، وأسلم هو وكثيرٌ من جيشه. وكانت المساجد الّتي من الخِيَم تُحْمل معه، ولها أئمّة ومؤذْنون، وتُقام فيها الصّلوات الخمس.

قال: وكان شجاعا، جوادا، حازما، عادلا، حَسَن السّيرة، يكره الإكثار من سفْك الدّماء والإفراطَ في خراب البلاد. وعنده حلْم ورأفة وصفح.

تُوُفّي بأرضه في عَشْر السّتين من عُمُره.

قلت: تُوُفّي في ربيع الآخر. وقد سافر من سقسين سنة نيّفٍ وأربعين إلى بخارى لزيارة الشّيخ سيف الدّين الباخَرْزِيّ، فقام على باب الزّاوية إلى الصّباح، ثمّ دخل وقبّل رِجْل الشّيخ. وأسلم معه جماعة من أمرائه.

وهذا في ترجمة الباخَرْزِيّ، نقله ابن الفُوَطِيّ.

- حرف الجيم-

١٥٩- الْجُنَيْد بن عيسى [٢] بن إبراهيم بن أبي بكر بن خَلِّكان.

العدْلُ، أبو القاسم الزّرزاريّ، الإربِليّ، الشّافعيّ.

سمع بإربِل من: عمر بن طَبَرْزَد، وحنبل المكبّر.

وحدَّث بالقاهرة. وكان مولده بإربل سنة ثلاث وتسعين [٣] وخمسمائة.

وتُوُفّي بدمشق في الرّابع والعشرين من شوّال.


[١] في ذيل المرآة ٢/ ٣٦٤.
[٢] انظر عن (الجنيد بن عيسى) في: ذيل مرآة الزمان ٢/ ٣٦٥، والمقتفي للبرزالي ١/ ورقة ٦ ب، وعيون التواريخ ٢٠/ ٣٥٠.
[٣] في عيون التواريخ: ثلاث وسبعين.