للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[١] ، فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا [٢] . وَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ. وَغَيْرُهُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِمْرَانَ ابن أَبِي أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ عَمْرًا كَانَ عَلَى سَرِيَّةٍ فَذَكَرَ نَحْوَهُ. قَالَ: فَغَسَلَ مَغَابِنَهُ [٣] ، وَتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ صَلَّى بِهِمْ. لَمْ يَذْكُرِ التَّيَمُّمَ. أَخْرَجَهُمَا أَبُو دَاوُدَ [٤] .

[غزوة سيف البحر [٥]]

قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عن عمرو بن جَابِرٍ: بَعَثَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ثَلَاثِمِائَةِ رَاكِبٍ، وَأَمِيرُنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، نَرْصُدُ عِيرًا لِقُرَيْشٍ. فَأَصَابَنَا جُوعٌ شَدِيدٌ، حَتَّى أَكَلْنَا الْخَبَطَ [٦] فَسُمِّيَ جَيْشَ الْخَبَطِ.

قَالَ: وَنَحَرَ رَجُلٌ ثَلَاثَ جَزَائِرَ، ثُمَّ نَحَرَ ثَلَاثَ جَزَائِرَ، ثُمَّ نَحَرَ ثَلَاثَ جَزَائِرَ. ثُمَّ إِنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ نَهَاهُ. قَالَ: فَأَلْقَى لَنَا الْبَحْرُ دَابَّةً يُقَالُ لَهَا الْعَنْبَرُ، فَأَكَلْنَا مِنْهُ نِصْفَ شَهْرٍ وَادَّهَنَّا مِنْهُ، حَتَّى ثَابَتْ مِنْهُ أَجْسَامُنَا وَصَلُحَتْ، فَأَخَذَ أَبُو عُبَيْدَةَ ضِلْعًا مِنْ أَضْلَاعِهِ، فَنَظَرَ إِلَى رَجُلٍ فِي الْجَيْشِ وَأَطْوَلَ جَمَلٍ


[١] سورة النساء: من الآية ٢٩.
[٢] إسناده صحيح. أخرجه أبو داود (٣٣٥) في الطهارة، باب إذا خاف الجنب البرد تيمّم، والبيهقي ١/ ٢٢٦ من طريق ابن وهب، عن ابن لهيعة، وعمرو بن الحارث بهذا الإسناد، وصحّحه ابن حبّان (٢٠٢) ، ورواه ابن عساكر ١٣/ ٢٥٥ ب، وصحّحه الحاكم ١/ ١٧٧، ووافقه الذهبي في التلخيص، وحسّنه المنذري.
[٣] المغابن: الأرفاغ، وهي بواطن الأفخاذ عند الحوالب جمع مغبن من غبن الثوب: إذا ثناه وعطفه.
[٤] سنن أبي داود: كتاب الطهارة، باب إذا خاف الجنب البرد أيتيمّم؟ (٣٣٤ و ٣٣٥) ، وانظر مصادر تخريج الحديث الّذي قبله، وزاد المعاد ٣/ ٣٨٨، وتاريخ اليعقوبي ٢/ ٧٥.
[٥] وتعرف بسريّة الخبط. (انظر طبقات ابن سعد ٢/ ١٣٢ والمغازي للواقدي ٢/ ٧٧٤) .
[٦] الخبط: ورق العضاة من الطلح والسلم ونحوه يخبط بالعصا فيتساقط، وكانت تعلفه الإبل.
يقال: عضه البعير، كفرح إذا اشتكى من أكل العضاة ورعيه.