للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تُوُفّي فِي ثامن شعبان، ودُفن بسفح قاسيون. أجاز لي مَرْويّاته.

٥٨- منكودمر [١] بْن هولاكو بْن قان بْن جنكزخان.

المُغُليّ، أخو الملك أَبْغا، ومقدّم التّتار الّذين عملوا المصافّ فِي عام أوّلٍ مَعَ المسلمين بظاهر حمصٍ.

كَانَ ذا شجاعة وإقدام وسفْكٍ للدّماء وجرأة عَلَى اللَّه تعالى وعلى عباده. ذكره ابن اليُونينيّ [٢] فقال: هُوَ نصرانيّ، جُرح يوم المصافّ، وحصل لَهُ ألمٌ شديد، وغمّ عَلَى ما جرى عَلَيْهِ، وحدّثَتْه نفسْه بجمْع العسكر من سائر ممالك أبِيهِ، وقصْد الشّام للأخذ بثأره، فَبَغَته موت ابغا، ففتّ ذَلِكَ فِي عَضُدَه.

وتملّك بعد ابغا اخوه الملك أَحْمَد، وهو مُسْلِم، فانكسرت همّة منكودَمُر، واعتراه صَرعٌ مِرارًا، فتُوُفّي فِي العشر الأوّل من المحرّم، بلد جزيرة ابن عمر، بقرية تلّ خنزير.

وقيل: تُوُفّي فِي أواخر سنة ثمانين، وله نحوٌ من ثلاثين سنة أو أكثر.

- حرف الهاء-

٥٩- هبة اللَّه [٣] .

المعروف بالسّديد، الماعز، القبطيّ، النَّصرانيّ، مستوفي المملكة.

كَانَ ماهرا فِي الحساب، مُقَدمًا عَلَى أبناء جنسه، معروفا بالأمانة، وله مكانة وافرة عند الملك المنصور، والوزير يستضيء، برأيه. وما عَلَى يده يد.

وكان فِيهِ خدمة وتودُّد ومُداراة وإقالة لعَثَرات الكُتّاب، متمسكا بمِلْته، كثير الإحسان والصّدقات على النّصارى.


[١] انظر عن (منكودمر) في: ذيل مرآة الزمان ٤/ ١٧٧، ١٧٨، والعبر ٥/ ٣٣٧.
[٢] في ذيل مرآة الزمان ٤/ ١٧٧.
[٣] انظر عن (هبة الله) في: ذيل مرآة الزمان ٤/ ١٧٨، ١٧٩، ونهاية الأرب ٣١/ ٩٤، وعيون التواريخ ٢١/ ٣١٦، والوافي بالوفيات ٢٧/ ٣٣٠ رقم ٢٨٦.