ثُمَّ قَالَ المُحِبّ المذكور: وهذا بَلاءٌ ذميمٌ شديد. وسماع هذا يدلّ عَلَى أَنَّهُ وُلِدَ سنة ثمانٍ وستّين، وليس لَهُ سماع إلّا بعد السّبعين. ولقد فاوضْتُهُ وخوَّفْتُهُ وأنكرتُ عَلَيْهِ، وحضر عندي بعد أيّام، وأخرج الإجازة الّتي بخطّ ابن شافع، وقد ضُرِب عَلَى ذَلِكَ الاسم فِي غير موضع، فقلت: ما هذا؟ قَالَ: لا أدري مَن فعل هذا، ولعلّ أحدا قصد أذايَ فعل هذا. وأخذ يصرّ عَلَى أنّ المضروبَ عَلَيْهِ اسمُه مَعَ ضعْفٍ فِي النُّطْق وارتعادٍ وتغيُّر لونٍ. فقلت: المصلحة أنْ تُخْفي هذه الإجازة واقنَعْ بما لك من السّماع الصّحيح. وهذا أمرٌ عظيم يسألك عَنْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
من الأمراء الصّالحيّة، قُتِل عَلَى دِمياط، فَقَالَ الملك الصّالح: ما قدرتم تقفون ساعة بين يدي الفرنج لمّا دخلوا دِمياط، ولا قُتل من العسكر إلّا هذا الضيف.
[١] انظر عن (نجم الدين ابن شيخ الإسلام) في: مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي ج ٨ ق ٢/ ٧٧٤، وذيل الروضتين ١٨٣، والمختار من تاريخ ابن الجزري ٢١٩، ٢٢٠.